الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«مخاندا».. اتحاد للسود والبيض للتخلص من الفساد في مدينة بجنوب أفريقيا

«مخاندا».. اتحاد للسود والبيض للتخلص من الفساد في مدينة بجنوب أفريقيا

اتحدوا للتخلص من الفساد.

ذكر تقرير لمجلة «دير شبيغل» الألمانية أن مدينة مخاندا في جنوب أفريقيا، تعد بمثابة المعجزة، فوسط دولة منقسمة بصورة كبيرة، توحد عدد من أصحاب البشرة البيضاء والسوداء، وهو أمر كان يعد مستحيلاً في ظل نظام الفصل العنصري الذي عصف بالبلاد سابقاً، في مبادرة للتخلص من الفساد بالمدينة.

وأشار التقرير إلى أن 3 من السكان قاموا بعمل مبادرة فريدة تماماً، بالنسبة لجنوب أفريقيا، حيث حدد البيض وسكان البلدة السوداء عدواً مشتركاً، وهو إدارة المدينة، التي لا يتمتع العاملون فيها بأي كفاءة، بحسب التقرير.

وتضم المبادرة أحد سكان بلدة مخاندا الشرقية، ومؤسس وقائد حركة العاطلين عن العمل، وهي تحالف من السود العاطلين عن العمل في المدينة، أياندا كوتا، ومعه ضابط الشرطة المتقاعد من أصل بريطاني تيم بول، ومعهما وكيلة للعقارات دافني تيمز.

وتطرق التقرير إلى أن البيض والسود تجمعوا الآن للتخلص من إدارة المدينة، التي يحتمل أن تكون فاسدة، وينقصها الكفاءة بشكل واضح، حيث اكتشفوا فقرة في الدستور، تسمح للمواطنين بمقاضاة الإدارات الفاشلة، وأقاموا دعوتين قضائيتين، وافقت المحاكم في واحدة منهما، على أن إدارة المدينة قد فشلت بالفعل، كما ينظر القضاء حالياً دعوى أخرى، لحل مجلس المدينة، وإذا فازوا بها، فسيشكل ذلك سابقة مهمة للبلد بأكمله، ما يسمح للمواطنين بالمطالبة بمساءلة قادتهم السياسيين في المحكمة.

وتطرق التقرير إلى انقسام المدينة إلى شرقية وغربية، يفصل بينهما مجرى مختنق بالقمامة، ويضم الجانب الغربي فيلات لأصحاب البشرة البيضاء، بينما الجانب الشرقي عبارة عن بيوت من الصفيح، ولكن ما يجمع بينهما هو الكثير من الحفر والقمامة، وعدد من الحمير الضالة.

ويقول كوتا: «نعاني نقصاً في المياه والكهرباء والشوارع المحطمة والقمامة.. كانت المياه تأتي وتذهب منذ شهور، وتنقطع أياماً طويلة ولا تنجح البلدية في إصلاحها».

وتعتبر هذه مشكلة أيضاً لتيمز، حيث تقول: «السؤال الأول الذي يطرحه المشترون المحتملون هو: هل هناك ماء؟ فأخبرهم أنه لا يأتي كثيراً.. فيذهبون ولا يعودون مطلقاً.. حتى في أفخم فندق في المدينة، لا توجد مياه في الصنبور.. لا يوجد إلا رائحة كريهة، ومع ذلك لا يزال الناس في مخاندا الغربية قادرين على الأقل على تحمل تكاليف خزانات المياه الكبيرة، وكلفة أنظمة المضخات الخاصة باهظة الثمن».

أما في مخاندا الشرقية فتأتي شاحنة المياه مرة شهرياً، كما يقول السكان، حيث لا يمكنهم الاغتسال يومياً وعليهم توفير كل قطرة مياه.

ويقول بول: «لم تتم مساءلة أحد منذ سنوات، لا أحد يقوم بعمله، حتى رئيس البلدية يعترف بأن ثقافة عدم المساءلة قد ترسخت في إدارة المدينة».

ونقل التقرير عن عمدة البلدة مزوكيسي مباهلوا قوله إن أصحاب هذه المبادرة يهدفون إلى تشويه سمعة البلاد، وتسيطر عليهم وتمولهم قوى غربية.