الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لوران غباغبو يعود إلى ساحل العاج بعد تبرئته في القضاء الدولي

لوران غباغبو يعود إلى ساحل العاج بعد تبرئته في القضاء الدولي

لوران غباغبو. (رويترز)

غادر الرئيس السابق لساحل العاج لوران غباغبو بروكسل، اليوم الخميس، متوجهاً إلى بلاده التي أجبر على مغادرتها قبل 10 سنوات، في خطوة سمحت بها تبرئته من قبل القضاء الدولي من تهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ثم موافقة منافسه الرئيس الحالي الحسن واتارا باسم «المصالحة الوطنية».

وقال الناطق باسمه جاستن كاتينان كوني لوكالة فرانس برس إن طائرة غباغبو «أقلعت». ويفترض أن تحط في أبيدجان.

وأعلنت محاميته حبيبة توري، التي كانت موجودة في مطار بروكسل، لفرانس برس إنه لم يحيِ أنصاره ولم يظهر أمام العديد من الصحفيين الحاضرين «لأسباب أمنية». وأضافت أنه «سعيد ومتحمس ويريد أن يؤدي دوره في محاولة التوفيق بين سكان ساحل العاج».

وتابعت أن غباغبو (76 عاماً) «يحتاج إلى التحدث إلى شعبه».

يعيش غباغبو العائد على متن رحلة طيران نظامية في بلجيكا منذ تبرئته من قبل المحكمة الجنائية الدولية في يناير 2019 وتثبيت القرار في الاستئناف في 31 مارس.

وسيستقبله قادة حزبه «الجبهة الشعبية لساحل العاج» في الجناح الرئاسي في المطار، الذي وضعه واتارا بتصرفه، بحضور عشرات الشخصيات.

وبعد وصوله، سيتوجه الرئيس السابق إلى حي أتوبان حيث يقع مقر حملته الانتخابية السابقة للاقتراع الرئاسي الذي جرى في 2010، حسب بيان للجبهة الشعبية لساحل العاج دعا «أعضاء قيادة الحزب» إلى التوجه للمقر لاستقباله.

ولم تحظر حكومة واتارا التجمعات على طريق الموكب، لكن الشرطة فرقت عشرات من المؤيدين بالقرب من المطار بالغاز المسيل للدموع.

وكانت مسألة استقبال الرئيس السابق في صلب مفاوضات أخيرة بين الحكومة وحزبه. فالحكومة لا تريد أي «احتفالات بانتصار» والحزب يريد استقبالاً شعبياً يسمح لأكبر عدد ممكن من أنصاره بالنزول إلى شوارع أبيدجان.

ويشكل أمن غباغبو الرهان الرئيسي إلى جانب تفادي أي فلتان أو عنف لا يريده المعسكران.

وفي حي يوبوغون الشعبي في أبيدجان، الذي يعتبر مؤيداً لغباغبو، ينتظر السكان عودته بفارغ الصبر.

وقالت ناشطة ترتدي قميصاً يحمل صورته، وقد بدا عليها السرور «نحن جاهزون». وقال شاب «نريد أن نراه حتى نصدق»، وكان يرتدي قميصاً كتب عليه «غباغبو بريء الحمد لله».

وذكر صحفي في فرانس برس أن الشباب يحملون أعلام ساحل العاج ويسيرون من حي يوبوغون الشهير للوصول إلى المطار.

أما معارضو غباغبو فما زالوا يرون أنه دفع بالبلاد إلى الفوضى عبر رفضه الاعتراف بهزيمته أمام الحسن واتارا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2010. وأدى رفضه إلى أزمة خطيرة تلت الانتخابات سقط خلالها نحو 3000 قتيل.

وفي أبريل 2011، اعتقل غباغبو الذي كان يحكم البلاد منذ عام 2000، ثم نُقل إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وتدين جمعيات الدفاع عن ضحايا هذه الأزمة «إفلاته من العقاب» وتنوي التظاهر الخميس في أبيدجان.

ويؤكد المقربون منه أنه عائد بدون أي نية للانتقام بل للعمل من أجل سياسة «مصالحة وطنية».

ورأى الأمين العام للجبهة الشعبية لساحل العاج أسوا أدو أن البلاد التي ما زالت تعاني من عقدين من العنف السياسي العرقي «يجب أن تتحد». وأضاف أن ساحل العاج «تواجه اليوم خطر زعزعة للاستقرار» من الإرهابيين، بعد هجمات على الجيش أسفرت مؤخراً عن مقتل 4 جنود في الشمال على الحدود مع بوركينا فاسو.

ويشاركه هذا الرأي الكاتب والصحفي المؤيد لواتارا فونيس كونان، الذي كتب هذا الأسبوع في مقال افتتاحي في صحيفة «فراترنيتيه ماتان» الموالية للحكومة أنه «يجب أن نصنع الوحدة المقدسة قبل أي شيء آخر» وأن نوحد «جهودنا للتصدي للإرهابيين».

وما زال غباغبو يخضع لحكم صدر في ساحل العاج بالسجن لمدة عشرين عاماً بتهمة «السطو» على البنك المركزي لدول غرب أفريقيا خلال أزمة 2010-2011.

وفي إعلانه في أوائل بريل أن غباغبو يتمتع بحرية العودة إلى ساحل العاج، لم يأتِ الحسن واتارا على ذكر الحكم، لكن الحكومة ألمحت إلى أنها ستُلغيه.