الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

الطموح حياة

قيمتك الحقيقية تتمثل في العمل الذي تؤديه، والإنجاز الذي تحققه، والبصمة التي تغرسها، والبسمة التي ترسمها، والأثر الذي تتركه، وهذا كله لا يتحقق دون وجود دافع داخلي قوي يسمى الطموح، والإنسان بلا طموح لن يحقق شيئاً يذكر في الحياة، الهمة العالية والشغف والإصرار كلها مفردات ترافق الشخص الطَموح طوال مشواره نحو النجاح والتفوق والإبداع، بل حتى نجاح الدول وتقدم المجتمعات يعتمد بشكل أساسي على هذه النوعية من الأشخاص. الطموح يدفعك للانطلاق والتعلم وتطوير نفسك باستمرار، الطموح يدفعك لتكوين علاقات اجتماعية واسعة خصوصاً مع أولئك الذي يشاركونك نزعة الطموح، الطموح يدفعك لأَنْ تحلم بالمنصات وتضع لذلك خطة وتبذل جهداً، وإذا كان البعض يظن أن الطموح يقتصر على النجاح الشخصي وإغفال الآخرين فإنه مخطئ، الطموح يدفعك للعطاء، يدفعك للاهتمام بكل من حولك، بدعمهم وتمكينهم وإلهامهم ليكونوا أيضاً طموحين وعناصر منتجة وفعَّالة في المجتمع. هذه الطاقات الممتلئة بالطموح والتي تنثر روح الإبداع والعطاء حولها هي التي تقوم عليها نهضة المجتمعات وتطور البلدان، وبالتالي فلا بد أن تحظى بكل دعم وتشجيع، من خلال التقدير والدعم المعنوي، ومن خلال التحفيز بمختلف أشكاله. إن الطموح بحاجة إلى قوة إضافية تتمثل في المعرفة، لذلك فإن أفضل ما يمكن أن تقدمه الجهات المعنية للشباب الطموح الدعم المعرفي والتدريبي، وهذا هو الاستثمار الحقيقي. فالشركات عندما تشرع في القيام بمشروع ما تقوم بإجراء دراسة جدوى، وتضع أموالها في المكان الصحيح، وكذلك على المؤسسات أن تفعل، من خلال توفير الدعم للشباب الذين يملكون الرغبة ويملكون الشغف ويملكون الطموح. باحث ودارس إعلام [email protected]