السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

هنا الحدّ الجنوبي

مع بدء العد التنازلي لاقتراب نهاية الميليشيا الحوثية المجرمة، تحاول هذه الميليشيا أن تقوم بحركات بهلوانية بالطول والعرض كي تمنح نفسها هامشاً زمنياً قبل الزوال والفناء الأخير، تتساقط ما تسمى بالقيادات الحوثية واحدة تلو الأخرى سقوطاً مريعاً. في حين يثبت التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات بأن سياسة النفس الطويل هي الأجدر والأجدى في التعامل مع من يستمدّ قوته من النظام الإيراني الأوهن من بيت العنكبوت. يعلم الحوثيون قبل سواهم ومن خلفهم النظام الإيراني بأنهم فاشلون على الصعيد السياسي، وما تسميتهم أخيراً لشخصية كالمدعو مهدي المشاط رئيساً لمجلسهم السياسي سوى دليل إفلاسٍ في ترقيع واجهتهم السياسية التي جرى تحطيمها باستهداف القيادي الهالك صالح الصمّاد وإزاحته عن المشهد برمته وذلك بشهادة المراقبين اليمنيين قبل سواهم. الفشل السياسي يضاف له فشلٌ آخر عسكري .. في جازان أصبحت مفرقعاتهم الباليستية لا تعدو كونها أهدافاً سهلة المنال لإثبات قوة واحترافية الدفاعات الجوية السعودية، يواصل سكان الحدّ الجنوبي في جازان ونجران أداء أعمالهم وطقوس حياتهم اليومية بشكل اعتيادي، كأن شيئاً لم يكن، مناشط ترفيهية ومهرجانات سياحية هنا وهناك، وزوار يأتون وآخرون يغادرون آمنين مطمئنين. إنها رسالة الحدّ الجنوبي إلى الحوثي ومن خلفه بأنّ الثقة في الله ثم في قدرات قوات التحالف كبيرة، وبأن شموخ الجنود البواسل يضاهي شموخ الجبال التي يختبئ في جحورها الحوثيون ويُقبرون بالعشرات يوماً تلو الآخر. كنت مع طلابي في إحدى قاعات الجامعة حين سمعنا آخر المفرقعات الحوثية قبل بضعة أيام، ترى هل تغير شيء في سير المحاضرة أو اختلف؟ قطعاً لا. ويسألني ابني حين عودتي إلى المنزل عن مصدر الصوت فأجبته مبتسماً: كلنا جنود هذا الوطن المدافعون عن ترابه سواءً من قاعة الدرس أو عند أول جندي في الخطوط الأمامية يذيقُ نظام الملالي وذراعهم الحوثي مرارات الهزيمة والتحلل والفناء القريب بإذن الله. [email protected]