الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

البعد الأخلاقي في التسويق الدوائي

لما كانت متطلبات المستهلك تقسم إلى الضرورات، والاحتياجات، والكماليات، فإن الدواء ولا شك يدخل في عداد الضرورات التي تتفوق على الغذاء في أحيان كثيرة. ويذهب المسوقون بعيداً في استكشاف الذات البشرية وكيفية إقناعها بتسويق دواء بديلاً عن آخر، وكيفية تقبلها لصنف ما بديلاً عن منافسٍ آخر.. وهم مدركون أن الإنسان يحتاج للصعود في هرم استجابة المستهلك بدءاً من الإدراك مروراً بالاهتمام، ومن ثم التقييم فالتجربة ومن ثم أخيراً الاعتماد. نستطيع القول إن النشاط الترويجي، التسويقي هو نشاط اتصالي بالدرجة الأولى، ويعمل من خلال عناصر العملية الترويجية ومكونات المزيج التسويقي على إيجاد أدوار اتصالية مع «ثنائية الطبيب، المريض». فما حدود المصداقية في أخلاقيات الجهد التسويقي ـ الترويجي في عالم الدواء؟ وما حدود ارتباط الدواء باعتباره «سلعة» بمفاهيم «السوق»؟ وما حدود أخلاقيات المبالغات التسويقية في قلب المزاج البشري وتحويل القصد الشرائي من صنف لآخر؟ أسئلة تبدو ملحة وضرورية لذوي الاختصاص، لتجنب الولوج في الاستهلاك الخاطئ للدواء، أو للمبالغات الاستهلاكية للدواء من دون ضابط علمي صحيح، خصوصاً فيما يخص الأصناف الدوائية التي لا تتطلب الوصفة الطبية .. ولتشكل «المبادئ والقيم والمفاهيم السلوكية والمعتقدات» المحددات الحاسمة في النية والقصد، سواء كان من المسوّق أو من الطبيب وهو يحرر الوصفة الطبية. نأمل أن تتطور صناعة الإعلام الصحي العربي بما يسهم بجلاء تلك الصور التسويقية والترويجية من اللون الرمادي المضلل إلى اللون الأبيض أو الأسود. طبيب أسنان