السبت - 27 يوليو 2024
السبت - 27 يوليو 2024

سقف التوقعات

لكل منا توقعاته في الحياة، بل إننا نقوم بالكثير مما نقوم به على حساب التوقعات، ولكن هل تفكر حين تقوم بالأمر بسقف التوقعات؟ هل تشعر أنك أعطيت الكثير من الأشياء أكبر من حجمها لتواجه الصدمة والإحباط في العمل في العلاقات وغيرها؟ إجابتك عن هذا السؤال ستحدد الكثير من اتجاهاتك، بل إنك حين تفكر أن تعمل شيئاً عليك أن تفكر فيما قد يضيفه إليك هذا العمل من فائدة معرفية وعلمية وربما عاطفية أو حتى جسدية لتدرك أهميته. إن البحث عن النتائج السريعة غالباً يكون نتيجة ما نضعه من سقف للتوقعات، وإننا حين ندعو لخفض سقف التوقعات لا يعني أننا ندعو إلى كسر الطموح، ولكننا ندعو إلى الواقعية والمنطقية في رؤية النتائج. على سبيل المثال الكاتب الذي لم يعمل جاهداً على تجربته ولغته وأفكاره والتسويق لنفسه ككاتب لسنوات طويلة في الحضور في ساحات الثقافة والقراءة، كيف يمكنه أن يضع سقفاً للتوقعات على حساب الحظ أن يكون كتابه الأكثر مبيعاً في العالم؟ بل الأسوأ من ذلك أن يلعب دور الضحية في التعامل مع الجميع بأنه مظلوم وأنه مهمش! بينما يركز الكاتب الحقيقي على تلقي النقد والعمل الجاهد على بناء التجربة وأنه يأخذ الكتابة على محمل الجد في كل حيثياتها. وإن فكر في إصدار كتاب فإن كل ما يتوقعه من هذا الكتاب بناء مرحلة جديدة في تأسيس مشروعه الكتابي وأن تلقي الجمهور والشهرة والنجاح برغم وجوده ما هو إلا تكملة للمسيرة قبل أن يكون هدفاً. كلما عرفت نفسك وتجاربك ومحيطك أدركت سقف التوقعات أكثر والتعامل مع المخرجات لكل ما تقوم به. مهندس ومهتم بالتنمية الذاتية [email protected]