الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

لماذا أضاعوا مستقبلهم؟

كتبنا عدة مقالات عن الشباب والطموح والإنجاز، ولكن هل الصورة بيضاء إلى هذه الدرجة؟ هل كل شبابنا ناجحون ومبدعون ويعيشون الحياة بروح الطموح؟ الجواب بالطبع لا، لأنه مهما بلغ المجتمع تقدماً ورُقياً وتحضراً تظل هناك نسبة من الشباب خارج الركب، منهم من يختار بنفسه ذلك ومنهم من تجبره الظروف، والنوع الثاني تحديداً هو موضوعنا اليوم، هم شبابٌ سلكوا دروباً خاطئة وأضاعوا مستقبلهم أو يكادون، هؤلاء يجب أن نقف معهم وقفة صادقة، أكرر نقف معهم لا ضدهم، حتى لا نكون نحن والظروف ضدهم. بعضهم قد ينشأ في بيئة أسرية غير مستقرة، والبعض الآخر ربما نشأ وسط ظروف اقتصادية سيئة، وآخرون ربما غرر بهم رفقاء السوء، ومنهم من تأثر سلباً بمواقع التواصل والتطبيقات الحديثة، وهكذا تتعدد الأسباب والعوامل وتبقى النتيجة واحدة وهي أن لدينا شباباً أضاعوا مستقبلهم فأصبحوا عالة على المجتمع وأمست طاقاتهم مهدرة أو ربما مُسَخّرة في أمور تضرّ ولا تنفع، وهنا لا نقتصر الخسارة وخيبة الأمل عليهم فقط، بل تمتد لتشمل الأسرة والمجتمع، تلك الأسرة التي علّقت عليهم الأمل ليرفعوا الرأس، وذاك المجتمع الذي علّق عليهم الطموحات ليرتقوا به في آفاق التقدم والازدهار. لاشك في أن هناك الكثير من الحلول التي ستدعم أمثال هؤلاء الشباب، وتتوزع مسؤولية ذلك بين الأسرة ومؤسسات التعليم والشرطة والإعلام ومؤسسات المجتمع. الاحتواء يمثل الخطوة الأولى والأكثر أهمية، فالشباب لا يتجاوبون مع التصادم والتعنيف بل يحتاجون اليد الحانية التي تتوجه إليهم من أجلهم قبل كل شيء، بعد ذلك تأتي الخطوات العملية التي تتمثل في الحوار والاستماع إليهم وتحقيق مطالبهم، ثم مناصحتهم وتوجيههم، ثم تأهيلهم وتمكينهم للعودة إلى الحياة بروح مختلفة، ومتابعة مستواهم سواء في التحصيل الدراسي أو العمل، هكذا نستطيع إنقاذ الشاب الذي أضاع الطريق وتحويله إلى عنصر منتج وفعال في مجتمعه، وسعيد في نفسه وأهله. [email protected]