السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الوقت وإدارة الأزمات

إن الاستعداد لما قد يحدث والتعامل مع ما حدث لايخفى على المتابع لسير الأحداث بخاصة السياسية منها ما للأزمات بكل أنواعها من دور في حياة الشعوب، والمجتمعات سواء على صعيد الهدم، أو البناء، وقراءة متأنية لدور الأزمة بشكل عام يفضي بنا إلى تلمّس خيط يقودنا إلى حقيقة مفادها أن المجتمعات التي اعتمد الهرم القيادي فيها على فرق خاصة، وذات كفاءة في التعامل مع الأزمات كانت أصلب عوداً، وأكثر على الاستمرار من قريناتها التي انتهجت أسلوباً مغايراً تمثّل بالتصدّي المرتجل، والتعامل بطرق غير مدروسة سلفاً مع بؤر الصراع، والتوتّر ممّا أدّى بالتالي إلى ضعفها، ونتائج كارثية لم تكن بالحسبان، والأمثلة المعاصرة لا تزال ماثلة أمام العيون. الأزمات ظاهرة ليست جديدة أو مستحدثة، بل هي ظاهرة تاريخية ترافقت مع سائر الأمم والشعوب في جميع مراحل النشوء والارتقاء والانحدار. ولو أمعنا النظر في ثنايا الأحداث التاريخية الكبرى لوجدنا أن الأزمة على مر العصور تتوسّط المراحل المهمة في حياة الشعوب، فبين كل مرحلة ومرحلة جديدة ثمة أزمة تحرّك الأذهان، وتشعل الصراع، وتحفّز الإبداع، وتطرق فضاءات بكر تمهّد السبيل إلى مرحلة جديدة، غالباً ما تستبطن بوادر أزمة أخرى، وتغييراً مقبلاً آخر. وكان لنمو واتساع المجتمعات، ونضوب الموارد المتنوعة، وشدّة المنافسة السياسية، والاقتصادية الكلمة الفصل في طول حياة الأزمات إلى حد أصبح تاريخ القرن الفائت على سبيل المثال يشكل سلسلة من أزمات تتخللها مراحل قصيرة من الحلول المؤقتة، ومن هنا نشأت أفكار جدية من أجل دراسة وتحليل الأزمة، ومحاولة الخروج منها بأقل الخسائر، وتأخير الأزمة اللاحقة إن تعذّر تعطيلها. كاتب وقاص