الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

حتى لا نفقد السنع

مصطلح السنع في الإمارات يرمز إلى مجموعة الأعراف والآداب الاجتماعية المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف وثقافتنا العربية والخليجية وعاداتنا وتقاليدنا المحلية، وفي هذا الزمن نحن أحوج ما نكون إلى ترسيخه في الناشئة والشباب منهج حياة، الجيل الحالي ليس مطالباً بالعودة إلى السكن في بيوت الطين والعريش أو العمل في مهنة الغوص أو الدراسة في الكتاتيب، بل من حق الشباب أن يواكب العصر ويستفيد من تطورات الحياة، ومن حق أفراد المجتمع أن يعيشوا حياة الحداثة، لكن هناك ثوابت وقيماً ومبادئ يجب أن تظل في مقدمة اهتماماتنا دائماً. جيل اليوم يبشر بالخير، نعم يبشر بالخير فكل فرص الحياة الكريمة والتعلم والارتقاء الشخصي متاحة لهم، التقنية وفرت لهم كل شيء تقريباً، لكنهم يجب أن يدركوا شيئاً واحداً أن الإنسان لا قيمة له من دون قيم، وأن أساس تقدم المجتمع تمسكه بهويته، وأن أول أسباب ضياع الأمم تخليها عن مبادئها وثقافتها، وأساس بنائنا الثقافي في الإمارات الاعتزاز بهويتنا الإسلامية والعربية والخليجية، فنحن لنا تاريخ ونحن أصحاب حضارة ونحن أبناء الصحراء وذوو المكارم والشيم، ونحن قبل كل شيء أهل عقيدة ومنهج راسخ ينطلق من الكتاب والسنة ونهج الصحابة والصالحين. السنع هو دستور غير مكتوب، دستور اجتماعي تعارف عليه أبناء هذه البلاد جيلاً بعد جيل، والواجب علينا جميعاً أن نحافظ عليه ونصونه، فهو الذي يميزنا عن بقية الأمم والثقافات، وهو المصدر الأساسي لفخرنا واعتزازنا. واليوم تلعب وسائل التواصل الحديثة دوراً مؤثراً في تنشئة الشباب، والجيل الحالي يتأثر كثيراً بمشاهير التواصل وينظر إليهم قدوات، وهنا مكمن الخطورة، لكن الحل دائماً موجود، إنه يبدأ من بناء الرقيب الداخلي في أولادنا، اغرس فيهم تقوى الله عز وجل وأبشر بكل خير، فالإنسان حين يراقب الله في أفعاله سيتساوى عنده السر والعلن، لأنه يعلم أن الله سميع بصير، ويكون ذلك من خلال التربية على الدين والاستقامة، وغرس القيم والأخلاق، كما يمكننا الاستفادة من بعض التطبيقات في «فلترة» ما يشاهده الأبناء عبر الإنترنت، وهذا يسهل على أولياء الأمور متابعة أولادهم، والحل الآخر إبراز القدوات الإيجابية في مواقع التواصل، فكما أن هناك من يسيء استخدام هذه المواقع هناك حسابات أخرى تقدم أموراً نافعة مثل المواد الدينية والعلمية والثقافية والمجتمعية، علينا تشجيعهم ونشر موادهم ليكونوا خير بديل عن الحسابات التي تضر ولا تنفع، ولكي يكونوا قدوة لأجيالنا في الحفاظ على السنع. [email protected]