الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

طـب الأســنان بين الأمس واليوم

منذ أن ظهر ذلك النص السومري العائد لخمسة آلاف سنة قبل الميلاد، الذي يصف (دودة الفم) كسبب لتسوس الأسنان، ثم في التاريخ المصري، والصيني، وما ذكره شاعر الإغريق هوميروس صاحب الإلياذة والأوديسة، عن دودة الفم في كتاباته أيضاً، وسعي الإنسان لا يتوقف في سبيل تطوير معالجات طب الأسنان وتقنياتها. فمن تلك التقنيات البسيطة التي أرست الأبجديات الأولى لطب الأسنان على يد الأمريكي جون غرينوود، الذي اخترع جهازاً لحفر الأسنان يحاكي آلية عمل ماكينة الخياطة في عام 1791، ومن التصاميم الأولية لكرسي الأسنان التي عمل عليها يوشيا فلاغ في عام 1790. تتالت التصاميم على امتداد قرنين من الزمان تطورت فيهما وحدات طب الأسنان ولكنها بقيت على شاكلة كرسي الحلاقين، إلى بدايات القرن العشرين لتأخذ شكلها الأفقي الحديث بعناصره الترفيهية والعملية والشكلية المتطورة والتي أرست مع جهود أولئك المبدعين الأوائل، قواعد طب الأسنان الحديث بمفاهيمه وتخصصاته المتعددة، إضافة لتطور مفهوم التعقيم، ومفهوم السيطرة على الألم، ما مهد الطريق لممارسات طبية سنية متطورة في ظل مستوى أمان متقدم للطبيب والمريض. لنصل اليوم إلى استخدام التصميم المحوسب والتصنيع المحوسب للتعويضات السنية وفقاً لما يسمى تقنية CAD CAM، وتطبيقات الليزر، والنسخ والطبع للأعمال السنية وفقاً للتقانات ثلاثية الأبعاد الحديثة. لقد أضحى عالم طب الأسنان أكثر سهولة ومتعة في الممارسة السريرية بالنسبة للأطباء، وأكثر راحة وسكينة للمريض، إنها رفاهية التطور التكنولوجي علمياً وصناعياً وفنياً. طبيب أسنان