السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

كيف أفلتت إيران وأصوليو المقاومة؟

أفلتت إيران بطريقة غير مباشرة من حقيقتها، وصارت مع حلفائها والميليشيات الجهادية التابعة لها تنجح في تسريب مقولاتها وشعاراتها لبعض العرب كذلك. ربما هذا نظراً لحالة الاستقطاب السائدة في الإعلام العربي، وربما لخفة وهشاشة طرح كثير من مؤسساته، ولكن الأهم غياب خطاب عربي عميق يخاطب الغرب والعالم والجماهير العربية يفنّد دعاوى المقاومة التي شملت أمريكا كما شملت القاعدة وداعش في الآونة الأخيرة. ربما أيضاً لطبيعة العالم الافتراضي الذي يعد منبراً مثالياً للتنظيمات والحوامل الأصولية من كل اتجاه، لترويج مقولات وشعارات أو اتهامات سريعة هنا أو هناك. لكن الأخطر والأهم برأينا أن متطرفي المقاومة الجهادية الإيرانية يتميزون عن غيرهم من الأصوليين والمتطرفين المحسوبين على الطائفة السنية كالقاعدة وداعش بأنهم يتكلمون بلغة السياسة والحقوق بل والثورات والتغيير أيضاً، وقدرة عالية على تبرير ممارساتهم، فهم يحاربون في اليمن ضد الإرهاب! لا ضد الحكومة الشرعية ويحاربون في سوريا ليس ضد الشعب السوري بشكل أساسي ولكن ضد داعش التي تشبههم. يحدث ذلك على الرغم من أن حركة كـ «الحوثية» تفتقد لمصادر وأدبيات واضحة منذ مؤسسها حسين الحوثي إلى زعيمها الشاب الحالي، ولا تملك خطاباً تأسيسياً رصيناً، بل تكراراً لما قاله الخميني عن الحكومة الإسلامية وتصدير الثورة والإمامة وولاية الفقيه الممهدة لها. هكذا أفلتت إيران وحلفاؤها من الحوثي للأسد، ونلاحظ شيوع سوء الفهم في بعض المناطق العربية، وتصديق أكذوبة أن التدخل العربي هو من صنع حرباً هنا أو هناك، متناسين براءة أطفال درعا ومدنية ثورة لم تطالب بإسقاط النظام عكس سواها في سوريا، ومتناسين أو متجاهلين انقلاب الحوثيين والانقلابيين ضد اليمن قبل الحزم بعام، وما ارتكبوه في مايو ويونيو سنة 2014 من جرائم حرب في دماج وعمران، ثم تحركوا نحو صنعاء وحاصروها في سبتمبر من العام نفسه بحجة ارتفاع أسعار الوقود، والمطالبة باستقالة الحكومة التي استقالت بالفعل حقناً للدماء حينها، ولكن إذا بهم يحاصرون الحكومة والرئاسة والصحف والمؤسسات، ووصلوا حتى عدن بعد ذلك مواصلين المطاردة. وقد تصدمك حجة أن ذلك شأن يمني أو سوري داخلي، لأنها غير أخلاقية، حيث لا مسؤولية عن سبب الأزمة ومصدرها. [email protected]