الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

كيف تهدم بيتك الأول

دائماً أتحدث مع الجميع بقولي «إن كنت تنوي إيذاء نفسك بالتهور بسياقة السيارة مثلاً أو مصاحبة رفقاء السوء فعليك أن تستأذن والدتك أولاً»! نعم، قل لها: والدتي هل أستطيع إيذاء نفسي وستخبرك الحقيقة، والتي هي أنك قطعة من كبدها، وأن كل ما تمتلك أنت من فكر وعلم وجسد يرجع إلى والدين أنهكتَ جسديهما حتى كبرت. كان كل هذا قبل أن أعلم أن هناك من قد لا يؤلم الأم أن يؤذي نفسه، إنما قد يصل به الأمر إلى إيذاء والدته، ما زلت أحاول التغلب على الدهشة التي اعترتني وأنا أسمع هذا الخبر، وبرغم أن الحادثة وقعت في دولة شقيقة إلا أن المصاب الجلل اعترى جسد شعب الإمارات كاملاً. تخيل معي هذا المشهد، أفراد من تنظيم داعش يدخلون البيوت من أبوابها، ويقتلون من يجب أن يحموها، هل تتخيل معي كيف تشخص الأبصار لحظة الموت وخروج الروح، فكيف بمن شخص بصرها لأن القاتل طعن مكان بيته الأول، ومعلمه الأول؟ وكل هذا من أجل تنظيم إرهابي يعلم الجميع أنهم لصوص لا يملكون من الاسلام شيئاً، هدفهم زعزعة أمن المجتمعات. من الواجب علينا أفراداً أن نوحد الصف ضد هذه العاهة التي اعترت جسد الأمة، أن نتكاتف من أجل وطن آمن ومن أجل أبنائنا، أن نملأ قلوبهم البيضاء بحب الوطن والطموح، أن نجعلهم يشعرون بالثقة بنا قبل أن يأخذهم الغريب. وفي النهاية وجب القول إنه من حق الإسلام ووطنك عليك، أن تربي جيلاً يعمر هذه الأرض ولا يفسد فيها، من حق وطنك عليك أن تربي فيهم الوطنية والولاء، لا أن تتركهم للمنظمات الإرهابية، من حق وطنك عليك أن يكون الجيل المقبل متحضراً مسالماً يعلم أن التاريخ يكتب بترك الأثر والعلم وليس بسفك الدماء. [email protected]