الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

قندهار من طريق الحرير إلى التفجير

لا يخفى على الجميع التاريخ الممتد لقندهار منذ أن لعبت دوراً مهماً كمفترق لطريق الحرير التجاري بين الصين والعالم القديم، كذلك لا يخفى علينا أنها سميت باسم الأسكندر الأكبر، كما أنه لا يخفى على الكثير التاريخ الحضاري الممتد لأفغانستان على مر العصور. فقد سعت العديد من الدول لضمها إليها بدءاً بالأسكندر الأكبر«المقدونيون القدماء» مروراً بالمغول وباكتريا والهياطلة والكوشانيين، نهاية بالاتحاد السوفييتي. وبرغم ما تعرضت له هذه الدولة، إلا أن أحداً من هذه الجيوش لم يستطع تدميرها كما فعلت هي بنفسها، بداية بتفجيرها لآثار امتدت لأكثر من 1500 سنة، ودخولها في حرب أهلية طاحنة قضت على هذا التاريخ الجميل للمنطقة، ولعل أسوأ ما حدث لها هو تفجير الغدر بالأمس للبعثة الدبلوماسية الإماراتية. وكم بعُد طريق الحرير عن حضارته، فأصبح رمزاً للقتل والتفجير، لأكف بيضاء خرجت من عروق يديها الورود والعطاء وحمامات السلام، لأناس امتدت أياديهم لمساعدة الضعفاء والمحتاجين والأطفال، فما ذنب الإنسانية عندما تنتهك بلا مبرر ولا وجه حق سوى أنها امتدت لتساند هذا الشعب الضعيف الذي استولت عليه وعلى حقه بالحياة مجموعة من العصابات، أطلقت لنفسها شعارات دينية لتبرر همجيتها وبربريتها تجاه شعوبها المقهورة!! وكم بعُد طريق الحرير عن الازدهار والنمو والمجتمعات، ليدار من قبل قُطاع طرق، لا يهمهم استقرار المجتمعات الإنسانية، أو حتى تلبية احتياجاتهم الضرورية من مستشفيات وتعليم وأهم احتياجاتهم الضرورية!! وكم بعد طريق الحرير عن حق الإنسان بالحياة، وحقه بأن يكون له مستقبل أفضل، وهذا ما تبنته دولة الإمارات عندما بدأت بمشاريع الخير والعطاء!! وكم جاء عام الخير بأول شهدائه للخير أيضاً!! فنحن نحسبهم كذلك فيا رب تقبلهم للخير. وكم بعد طريق الحرير عن الحياة والترف الذي كانت تتحسسه أيادي شعبه، التي استبدلت الحرير بالقنابل والأسلحة والتفجير، فأصبحت تتحسس الدماء وأشلاء الأبرياء الملقاة على الأرض!! وكم بعدت قندهار بوصفها الأم الشرعية لأفغانستان الحديثة، وعاصمة مملكة دارني، ومنطقة استراتيجية تتحارب عليها الدول العظمى، إلى أداة لتدمير الإنسانية والبراءة، قندهار المسماة باسم الأسكندر الأكبر، يبتر تاريخها باسم الإسلام!! ولا عزاء للإنسانية فيما حدث بالأمس سوى أن الإمارات نبع الخير والعطاء، فجذورنا منذ التاريخ ممتدة بالخير لن يشوهها تفجير، كما حدث مع تاريخ قندهار العظيم الذي شُوِّه باسم الإسلام!! [email protected]