الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

قادة وشهيد وأم

كانت المرة الأولى التي أشاهد فيها أمّ الشهيد طارق الشحي في خيمة العزاء في رأس الخيمة، عندما اجتمعنا (بصفتنا مشاهير في سوشيال ميديا) مع تحفظي على هذا اللقب لتقديم واجب العزاء لوالدة الشهيد، وكم تاهت مني الكلمات التي كنت قد أعددتها لمواساتها، وكم شعرت بالهالة العجيبة من الصبر والاحتساب التي كانت تتمتع بها هذه المرأة. إنها ليست المرة الأولى التي أتعلم فيها من المرأة الإماراتية شيئاً جديداً، لكن هذه المرة كانت مختلفة، وقفت لأتعلم من يقف وراء هذا الشعب الأبي من أبناء زايد من دون أن أنطق كلمة واحدة. فهنا تذوب الشهادات العليا التي حصلت عليها لأتعلم درساً لن أجده في أية جامعة أخرى سوى في جامعة أبناء زايد. ما أعاد لذاكرتي كل هذا، القرار التاريخي للبحرين بإعدام قتلة الشهيد طارق الشحي، لأتخيل ابتسامة نصر ترتسم على وجه ربط على قلبه مقدماً فلذة كبده لنصرة الحق في البحرين، ولا عزاء لمن شككوا بهذا الحكم سوى أن أمام صبر والدة الشهيد طارق الشحي، خرجوا لنا يلطمون ويشككون في حكم البحرين، فلم تفعل نساؤنا ما فعله رجالهم في الأمس، إنما كانت الأمّ الإماراتية حصناً قوياً لدرع الجزيرة الذراع الأمنية الأولى لحماية دول الخليج. وما زالت دولة الإمارات تعلمني كل يوم قيادة وحكومة وشعباً، عندما يتوحد الصف فلا يشقه حاسد ولا حاقد ولا زارع للفتن، عندما يقف حكام الإمارات معزين بين الأسر، تشعر بأنك جزء من عائلة كبيرة هي عائلة دولة الإمارات العربية المتحدة. في الأمس القريب نامت الإمارات حرة منتشية بثأرها لابنها البار الشهيد طارق الشحي، ومؤكد أن أم الشهيد نامت قريرة العين، واضعة قبضة يدها على قلبها شاكرة للبحرين ثأرها لابنها، في حادثة مقتل ضابط كانت ستكون حادثة عادية تحدث في جميع أنحاء العالم لو لم يكن هذا الضابط (إماراتياً) لديه قادة يسعون إلى إحقاق الحق للشعب الإماراتي. قادة وشهداء وأمهات هم سور الصين العظيم في هذا القرن، إلا أنه سور بسواعد بشرية إماراتية تحوي التاريخ من جديد. [email protected]