الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أغمض عينيك واحلم

وهل الأحلام في زماننا عيب؟ كنت أستغرب الذين يقولون إن الأحلام قد تتحقق يوماً ما، وكنت أردد بيني وبين نفسي متى هذا اليوم؟ وأي يوم؟ وكيف سيأتي؟ كنت أعد العدة والعتاد لهذا اليوم لأعيشه؟ كيف أتعامل معه ومع من سأقضيه؟ أخطط له. باءت كل محاولات صبري بالفشل إلى أن تبخرت خططي وصارت سراباً. فجأة يظهر لي أحدهم قائلاً: أغمضي عينيك واحلمي. استغربت وقلت: وهل يكفي إغماض العينين ليتحقق الحلم؟ قال: نعم، هلا تغلقين عينيك؟ عزيزي، يا من تقرأ هذه الحروف أغمض بعد القراءة عينيك ونفذ ما كتب هنا. قال لي أغمضي عينيك وأخبريني ماذا ترين وأين ترين نفسك وماذا حولك؟ أخبريني ما أصناف الطعام التي بجوارك وأي عطر تشمين؟ أخبريني بالتفصيل ما الوظيفة التي ترين نفسك فيها وأي سيارة تقودين؟ استمري بذلك وأخبريني في أي البلاد أنتِ الآن وما نوع القهوة التي تحتسينها هذه اللحظة؟ هل وضعت إجابات لكل هذه الأسئلة؟ بدأت أفقد صبري واستسلمت لحماسته وأغمضت عيني، وبعد ثوانٍ أجبته قائلة: أريد أن أكون سلاماً في هذا العالم، أبدأ ببناء السلام الداخلي في نفسي وذاتي. أريد بيتاً غير محدود بجدران وغير مغلق، أريده مفتوحاً كقلبي على العالم. أريد كتاباً لا تنتهي أوراقه وليس لحروفه نهاية. أريد أن تتحقق كل المستحيلات التي كونها عقلي الواعي واللاواعي، أريد لأحلام اليقظة أن تصبح واقعاً. أريد الكثير والكثير يتعبني ويرهقني فلماذا تجعلني أتألم؟ قال: أفرغي ما في جعبتك وتكلمي، قولي بصوت عالٍ ماذا تريدين أيضاً؟ قلت: أريد ان أكون موسيقى تطرب الآذان والقلوب فرحاً وسعادة. أريد أن أدخل في تركيبة الأوكسجين وأكون ذا فائدة للجميع. أريد أن أكون كالنحلة لا تقع إلا على حلو الرحيق لتنتج العسل. قال: إن الله إذا أراد لشيء أن يكون قال له كن، فالأمر كله مربوط بحرفي الكاف والنون. وجاء في الحديث القدسي: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ».وأنت ماذا ستختارين؟ اسأل نفسك عزيزي القارئ هذا السؤال، وحاول أن تجد الإجابة التي ترضيك، وامضِ لتحقيق أحلامك. [email protected]