الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

هل أنت سعيد؟

ما زال الجدل القائم بين كل ذات إنسانية: هل أنا سعيد؟ بعض المتشائمين يرون أنه لا وجود للسعادة الحقيقية، فهم يعتقدون أن السعادة تكمن في المال، خصوصاً بعد سيطرة النظام الرأسمالي على جميع أمور حياتنا، إلا أنهم غفلوا عن الجوهر الحقيقي للسعادة والذي يكمن في العطاء والرضا والحمد، نعم هذا الثالوث الفلسفي هو الذي سيهبك السعادة المطلقة واللامحدودة لكن كيف؟ العطاء: حينما تعطي من دون انتظار رد العرفان، هنا تكمن السعادة الحقيقة، حتى ترسم الابتسامة على وجه فقير أو تغير حياة عامل نظافة فتشعر بالرضا عن الذات ولا يقدمه لك النظام الرأسمالي، وحين تتذكر أنك رجل المرحلة، سيدة المرحلة، للعمل أو المنزل أو لطفل يتيم اعتدت على المسح على رأسه وتقديم الحلوى له، هنا تكون أنت ملكت الدنيا بما فيها. الرضا: حينما تشعر بالرضا الحقيقي عن نفسك، وعما حققته من إنجازات، فأنت لا تلهث وراء صديقك لتحصل على وظيفته، ولا تحفر قبر مديرك لتكون مكانه، وحينما لا تكوني منجرفة وراء صديقتك التي تشتري من أغلى الماركات العالمية، ولا وراء صديقتك التي غيرت للتو أثاث منزلها، فقط في هذه الحالة ستشعرين أنت بالرضا عن نفسك لأنك لا تبذلين مجهوداً إضافياً للوصول إلى حياة قد لا تكون حياتك الحقيقية. الحمد: حين تعود إلى المنزل، وقبل أن تنام تفكر وأنت ملقى على فراشك الدافئ، وأنت تشعر أن يومك كان كئيباً ومملاً، بل إنك لم تسدد أقساط البنك، وبأن الهموم تحتويك .. تذكر أنك عدت إلى المنزل ولم تضطر للخروج لأن ابنك الصغير يعاني من الحمى، ولم تكن مكان جارك الذي عاد بعد من عمله قبل أسبوع ووجد بيته يحترق، ووصل أبناؤك بأمان مع السائق برغم العواصف الترابية الشديدة في الخارج، بل ووصلت أنت سالماً معافى لتتناول العشاء مع عائلتك، فالحمد يزيل الهموم، فكن حامداً للنعم حينها ستشعر بالسعادة الحقيقية. [email protected]