الإمارات التي تعانق الفضاء

الصحف التي قد تكون اختزالاً مبسطاً للعالم الكوني تحمل في ترحالها على التوقف تجاه المختلف من الأخبار، وأولها المتناقضات التي تغلي بها ساحات الصراع الدولية، تراها تفسح ساحات ضياء ومنابر نور تجعل المتصفح يستشعر الأمل، ولا سيما إن كانت الصورة مشرقة ضد الخراب الذي اكتسح تلافيف العقول الميتة. في هذا السياق، يأتي هذا المنجز الجديد الضخم الذي تقوم به دولة الإمارات عنواناً مضيئاً عريضاً يقابل ما يجهد عليه محطمو الحياة الذين تسحق عقولهم بتخلفها كل حضارة، وهم يجهدون للرجوع بالبشرية إلى أكثر عهودها ظلاماً، وانكساراً. «الإمارات إلى الفضاء بسواعد شابة وبرنامج وطني»، عنوان يسعد القلب في سلسلة تجارب ناجحة تقوم بها الإمارات الباحثة عن كل تميز، والحريصة على التنقيب عنه، حتى وإن أشهر الجميع أسلحتهم في وجهه، وحتى وإن تنبأ المتخلفون بأنها تجربة مستحيلة. إن إنشاء أول مدينة علمية لمحاكاة الحياة على كوكب المريخ تضم متحفاً للمريخ، ومختبرات خاصة منها مختبر لتجارب انعدام الجاذبية، والبرنامج العربي لاستكشاف الفضاء، وإطلاق أكبر منتدى لعلماء المريخ، ليست إلا علامات فارقة تذكر هنا بفخر واعتزاز إنساني كبيرين، ولا سيما أن دولة عربية كالإمارات وعت حقيقة الاهتمام بالشباب وتحصين عقولهم بالطموحات الكبيرة التي أهم ما فيها شغل إيقاع حياتهم اليومي، بما يسير بهم وبدولتهم إلى الكمال والريادة التي لا تخفى في المحيط العربي. الإمارات التي تحتفي بشكل واضح بالبصمة الخاصة، وبالانتماء العربي المتحضر لا يستطيع الإنسان الذي فارقها مدة، وعاد إليها إلا أن يبتسم مهللاً، وهو يصافح أرضها. [email protected]