الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

وصايا رمضانية

لا صوم دون صلاة في إحدى محاضراتي التي ألقيتها في عام العطاء في إحدى الجهات، وبقلب ممتعض وهو مطأطئ الرأس أخبرني طالب الامتياز أن ما قاله عنه زملاؤه في المحاضرة كان صحيحاً، قال لي لم أتعلم الصلاة إلا في التجنيد، وبدأ بسرد قصته بعد المحاضرة، «علمني والدي في أرقى المدارس الخاصة التي تتبع المنهج الأمريكي، لذلك لم أتعلم الصلاة في المدرسة أيضاً، لم أتعلمها إلا في التجنيد قال لي جاء وقت الصلاة وبدأ الجميع بالالتصاق الواحد بجوار الآخر، وأنا لا أعرف كيف أتوضأ أو حتى أصلي. ومع تكرار الموقف بدأ زملائي بملاحظة عدم معرفتي بالطريقة الصحيحة للصلاة، وما زال هذا الموقف المخجل حاضراً في ذاكرتي، ورغم محاولتي نسيانه إلا أن زملائي ما زالوا يذكروني بأنني تعلمت الصلاة في التجنيد، ولست أنا فقط هناك العديد من الطلاب لم يتعلموا كيفية الصلاة إلا في التجنيد. علموا أبناءكم الصلاة قبل أن يتعلموها في التجنيد رغم قساوة العبارة إلا أنها الحقيقية المرة التي غفل عنها معظم الآباء، فما يفعلونه تجاه أبنائهم هو رعاية وليس تربية فالرعاية أن تدرس أبناءك في أرقى المدارس وتشتري لهم أغلى الماركات العالمية، ولا تغفل عن السفر السياحي حتى لا يكونوا أقل من أصدقائهم وان يكون لديه أحدث هاتف متحرك، أما التربية فهي أصعب ولا يقوم بها إلا الآباء الحقيقيين الذين أخذوا على عاتقهم هم الوطن، فعلموا أبناءهم الأخلاق الفاضلة والقيم الإماراتية والتمسك بالهوية والوطنية والصلاة والإسلام المعتدل. وهنا يأتي السؤال لك أيها الأب ولك أيتها الأم هل أنت مربية أم فقط راعية لأبنائك هل أنت مرب أم مشرف على عائلتك، وأترك لك حرية الإجابة والتجرد من الأنا في جملة يكررها الجميع «أنا ما قصرت» [email protected]