السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

حصاد أسبوع: حينما تعجز قطر عن شراء الذمم!

اقتنعت قطر أخيراً بأنه قد تم القبض عليها بالجرم الثابت ولا مجال للإنكار، فماذا فعلت؟ هل تنازلت عن علياء أوهامها، وقدمت تفسيرات للخطأ واعتذرت بلطف، ثم تعهدت بعدم تكراره؟ أم أنها قامت بالتحوّل إلى خصم يفجر ويستفز الناس بلا نهاية ولا انقضاء، وجيّشت عملاءها فجأة ليكونوا على رأس حربة الهجوم على الأفراد والجماعات؟ وهي بالإضافة لمن لا يمدحونها تهاجم كل من يطوف حول «كعبة الأوهام»، والهجوم هذه المرة تحوّل إلى تهديد ممنهج. جمّعت قطر مجموعة من صور الوطنيين الخليجيين، وكتبت تحتها مجموعة من الشتائم، نشرت ذلك في الصحف الرسمية، كنا نظن أن الأمر لا يعدو أن يكون حركة صبيانية، ولكنها ما فتئت حتى تحولت إلى حركة أمنية مخابراتية قذرة، فيها تهديد بعض من ضمتهم القائمة، وقيادة حملات ضدهم، تلفق لماضيهم التهم، ولحاضرهم المكائد، ولمستقبلهم العراقيل المتوقعة. هذا التصرف طائش، ولكن ما يدعو للانتباه هنا، أن قطر تراجعت من مستوى الدول إلى طبيعة العصابات، فبدلاً من أن تركز على مخاطبة التحدي الأساسي وهو بون المواقف، وقيادتها لحملات تشويهٍ عالمية لسنوات، ورعايتها لجماعات تحرض على الإرهاب، فهي أصبحت تبحث عن انتصارات على أشخاص بأعينهم، وعلى أفراد، فتخيل أن تنزل دولة من مناطحة ملفات الدول إلى مراقبة صور شخص ورحلاته وغيره من أمور مضحكة. بالطبع الحديث عن هذه الأمور الخسيسة يوضح أن عقلية من يديرون الأمور في قطر، هي عقلية «التنظيم» وليس عقلية الدولة، عقلية الجماعة التي تعمل عملاً سياسياً لإزاحة الآخرين، وليس الدولة التي تبحث عن الاستقرار، وفي أوقات الأزمات تحاور ولا تناور. الغريب أن قطر نفسها، ترسل من اليد اليمنى للناس من يحاول شراء ذممهم، ومن اليد اليسرى تبعث لهم التهديدات الملفقة على طريقة «سيديهات» رئيس نادي عربي شهير. وهذه الطريقة وإن كانت «مفهومة» من الأفراد، فإنها بحق الدول مضحكة وتعكس أزمة حقيقية. الأمير عبد الرحمن بن مساعد كتب قديماً، بلغته العالية وحكمته البصيرة في تعريف مزدوج للجزيرة ولقطرها «الجزيرة .. دولة ما عجبها وضعها وسط الخريطة.. قالت اتعدى حدودي وأثبت لغيري وجودي .. وهكذا نقدر نقول إن الجزيرة... دولة مغمورة صغيرة كبرت وصارت قناة»، القطريون يعيشون تخبطاً كبيراً ومضحكاً، بين منطق الدولة ومنطق العصابة ومنطق حرب الشوارع. على أي حال، لا يوجد لدى الشرفاء ما يخيفهم، وهذه التهديدات البائسة التي تطلق لن تزيد الناس إلا قناعة بأن عليهم أن يتخلصوا من هذا السرطان الخبيث الذي عشعش في طرف الخريطة، وتبنى أفكاراً ومناهج لا تليق بنا. فهذه المرة، ستكون رسالتنا واضحة. إما تغيير المنهج أو تبني العداء الصريح الذي لا وداد بعده. فنحن لن نقبل أن ينضم أحد لتحالفنا فقط ليعمل جاسوساً للإخوان ولإيران. في كل الأحوال العذر عن قطر جاهز، إذا تكلم الناس مع تميم قال امنحوني فرصة، وإن أبي كان وكان ويجب ويجب وأرجو وأطلب، وإن تكلم الناس مع الأب قال، الأمر عند غيري اصبروا عليّ، وأرسل لهم رسالة بعدها أن تميم هو من يحكم وشاوروا القرضاوي، والقرضاوي أمره عند آخر والآخر عند غيره. ولا أحد يدري من يحكم من ومن يقول ماذا، وهذا أيضاً لا مجال للقبول به. [email protected]