الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

الغراب الذي قلد مشية العقرب

ظن الغراب أنه يستطيع أن يقلد مشية الحمامة فنسي مشيته، مثل وقصة توارثناها أبا عن جد إلا أن "الغراب" في قصتنا هذه حاول أن يقلد مشية العقرب، فنسي عروبته، وعندما لاحظ أن الطيور بدأت تسخر منه ظن أنها تغار منه، فبدأ يمشي أمام الحيوانات المفترسة التي ما لبثت هي الأخرى أن سخرت منه، إلا أن الغراب الخليجي لم يكتف بأن غير مشيته إلا أنه ظن أنه أحد الأقوياء في العالم، ورغم صغر حجمه إلا أنه استغل صوته المزعج فبدأ بالنعيق من خلال قناته الصغيرة، التي ما لبثت أن ظنت هي الأخرى أنها ثعبان يستطيع أن يلتف حول مصالح الدول الأخرى فبدأت تطوي الصفحات البيضاء للعالم، وتلتف حول مصالحها متجاهلة حق الغير في الأمان والحماية. ولأن الغراب تلقى صفعة تعيده إلى حجمه الطبيعي، ورغم معرفته بأنه غراب إلا أنه حاول ان يتعاون مع الحية التي أكلت كل حلفائها وباتت تسمم كل الأماكن الأخرى، وتبث بذيلها سمها شرقاً وغرباً وتعبث بحقوق وحريات الشعوب الأخرى، والتي كانت تبحث عن فجوة وإن كانت صغيرة لتدخل رأسها وتبث سمومها في الجسد الخليجي فكان الغراب هو الطعم، فبدأ مشروعه العالمي، محاولاً من خلال عشة الصغير أن يدخل رأس الأفعى إلى الدول المسالمة، خصوصا بعد أن التف ذنبها على العديد من الدول الأخرى. الغراب الذي قلد مشية العقرب فظن أنه امتلك السم ليفتك بالحية إن تلاعبت معه، نسي أنه غراب وأنه لا يملك إلا أن يكون أداة شر في يد الحية التي أكلت الأخضر واليابس في بلاد ما بين النهرين وبلاد البن وظنت أنها تستطيع أن تحي الملك الفارسي مرة أخرى، ما لا يعرفه الكثيرين من المتعاطفين مع الغراب أنه سيكون أداة شر ما تلبث الحية أن تأكل رأسه بعد أن تدخل رأسها ولسانيها المليئان بالسم في الجسد الخليجي، ولكن يبقى الغراب غراب لن يغير من واقع التلاحم الخليجي، وتبقى الحية أداة شر سيقطع رأسها عاجلا غير آجل. نتمنى من الغراب أن يعرف أنه لا يستطيع العيش وحده في عش شجرة الخليج لأنه سيحتاج للطيران والأمان والطعام، ونتمنى منه أن يترك النعيق ويعود إلى الشجرة التي تحمل عشه إلا أنه بغبائه يحاول أن يقطع ساقها، الشجرة التي إن سقطت سيسقط عشه معها. [email protected]