الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قطر وإيران .. الشياطين على أشباهها تقع

المتخصصون في إدارة الكوارث والأزمات يتفقون على أن إدارة مواسم الحج والعمرة هي أشق مهنة أمنية في العالم؛ يجتمع في بقعةٍ صغيرة أكثر من ثلاثة ملايين إنسان في الحج، كما يجتمع في رمضان وبمكة وحدها أكثر من مليوني مسلم، ومع ذلك استطاعت المملكة وبكل جدارة وتفرّد لا يضاهيها في ذلك أحد بالعالم في إدارتها لتلك المواسم وتوفير منتهى الراحة والتسهيلات لكل حاج ومعتمر على اختلاف ظروفهم وإمكانياتهم ولتضمن نجاح وتأدية مشاعرهم وطاعتهم وفي مقدمة ذلك كلّه أن تجتث الخوف من جذوره وأن تزرع الأمن في نفوس المؤمنين في ظل بعض التهديدات والمحاولات لتعكير صفو الحج أو إرهاب مرتادي بيتي الله الحرام. هذا التحدي الأمني الذي يصاحب مواسم الحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف ليس سهلاً ولا تواجهه أي دولةٍ في العالم، البقع الصغيرة التي تجتمع فيها الملايين أن تضبط أمنياً هذا أمر ليس بالسهل أبداً، لهذا يقرّ كل العالم ليس الإسلامي فحسب بل وحتى المنظرين والمتخصصين صاروا يدرسون تجربة المملكة في إدارة مواسم الحج والعمرة كأنموذج فريد تمتاز به المملكة. حينما صرّح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بما اقترفته دولة قطر بحق أكثر من مليار مسلم قبل المملكة: «طلب قطر تدويل الحج هو بمنزلة إعلان حرب ضد المملكة». في وقتٍ تجاوز فيه النظام القطري كل الأعراف الدينية قبل الدبلوماسية وفوق طامته التي لم يسبقه إليها أحد بتقديم شكوى على المملكة في الأمم المتحدة ترتكب قطر ما هو أشنع في حق أي مسلم بمنع شعبها من الحج بعد طلبها بتدويله وإثارة الشائعات ببث الرعب والخوف في نفوس الشعب القطري بأنهم سيُستهدفون إذا ما سمحت لهم بالذهاب لتأدية فرضهم في بيت الله الحرام وهي تعلم جيداً أن الحج وبيت الله الحرام وكل مسلم من كان وقد قصده في أيدٍ أمينة وأن أمنهم من أمنها تماماً. ‏هناك أمور كثيرة لا تقبل المزايدة عليها في المملكة كخدمة الحرمين الشريفين وقاصديه من أُمَّة الأكثر من مليار مسلم ولا توجد دولة في العالم أو قائد أو حاكم أو زعيم يحظى بهذا الشرف الذي يحظى به ملك المملكة الذي يلقب نفسه بخادم للحرمين الشريفين فضلاً عن شهادة التاريخ لكل عهود المملكة في خدمتها ورعايتها الحرمين الشريفين الشواهد القائمة والشهود الحيّة على ما تبذله المملكة وتسخيرها لكل إمكانياتها المادية والبشرية لهما ولكل مسلمي العالم. بالأمس القريب خامنئي يدعو علناً لتسييس الحج، ولم يكن نظام الحمدين أقل تورعاً من حليفه الصفوي وأمه الروحية إيران بل أكثر تعرياً منه بطلب تدويل الحرمين ومن المفارقات الساخرة أن إيران على مرّ تاريخها العدائي تجاه المملكة والخليج كانت تحسب أنّ كل صيحةٍ عليها؛ فحينما دخلت قوات درع الجزيرة إلى البحرين ظنّت إيران أنها هي المقصودة وحين تؤمن السعودية أمنها القومي تشعر إيران بالقهر والاعتراض على إجراءات الأمن السعودي وحقها السيادي في تأمين موسم الحج لا لضمان أمنها وأمانها فحسب بل وأمن ملايين المسلمين القاصدين بيت الله الحرام. لكن وبعد سقوط آخر أوراق التوت التي يتستَّر بها يتيم المجد حاكم نظام الحمدين الصوري ما أشبه اليوم بالبارحة قطر وإيران، وصدق من قال الشياطين على أشباهها تقع. [email protected]