الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

التابوت المغلق

في روايتها الثانية لإحياء أفضل محقق بوليسي في العالم، حسب زعمه، هيركيول بوارو، وضعت الكاتبة البريطانية صوفي هانا المحقق البلجيكي وسط ملابسات جريمة قتل غير معتادة تحصل في منزل كاتبة قصص الأطفال الشهيرة آثيلندا بلايفورد، والتي تدعوه لمنزلها لسبب لا يدركه من الوهلة الأولى. وكعادة ملكة الروايات البوليسية أغاثا كريستي التي خلقت شخصية هيركيول بوارو في الأصل، يقع جميع الموجودين في منزل بلايفورد تحت طائلة الشك، فبوارو لا يتورع عن التصريح بأنه يشك في الجميع، بما في ذلك صاحبة المنزل التي تتمتع بشهرة واسعة لا ترغب قطعاً في إفسادها بجريمة قتل. وبرغم أن مسيرة بوارد مملوءة بجرائم القتل الغريبة وغير المتوقعة، بيد أنه لم يشهد من قبل جريمة قتل تستهدف شخصاً مريضاً لم تبق له سوى أيام معدودة في حياته، ما يوسع دائرة دوافع الجريمة التي يرصدها في بادئ الأمر، ويضعه أمام مفاجآت مذهلة لم يعشها في أي قضية سابقة. وكعادة بوارو فإن كبرياءه ونشاطه الذهني الفائق لا يسمحان له بأداء أنشطة البحث والتحري البسيطة، والتي يتركها هذه المرة لزميله مفتش السكوتلانديارد إدوارد كاتشبول، وليس زميله المعتاد الكابتن هاستينغ. وتعد شخصية كاتشبول إضافة جديدة من الكاتبة صوفي هانا التي ارتأت إضفاء بصمتها على روايات هيركيول بوارو الجديدة من دون الإخلال بخصوصية العالم البوليسي الخاص الذي شكّلته أغاثا كريستي لشخصياتها الخالدة، ما يشعر القارئ بأن الروايات الجديدة مكملة لذلك العالم وليست منفصلة عنه برغم الفجوة الزمنية الكبيرة بينهما. وقد دعا كثير من النقاد هانا لإحياء شخصية أخرى من شخصيات أغاثا كريستي الخالدة، وهي الآنسة ماربل التحرية الذكية التي لا يستعصي عليها حل أي قضية برغم تقدم سنها، ولعل هانا تجمع الشخصيتين في عمل واحد مستقبلاً. [email protected] روائي ومتخصص في الإعلام