الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

إلى روح شهيد ..

الموت نهاية حتمية لا مفر منها ولكل أجلٍ كتاب، وفي كتابِ الآجال أسماءٌ لعظماء يخلدهم التاريخ وتفخر بهم الأوطان. بداية القصة أسرةٌ ربّت ابنها على عشق تراب الوطن فتشرّب الابن حب الإمارات بكل حواسه، يكبرُ الابن فيختار المهمة الأهم والواجب الأعظم. وفي الموعد الأول حين النداء الأول، يصدح جنديّ الوطن لبيك يا وطن. لاريب، فالمهمات الجسام يتصدر لها ذوو الشجاعة والقوة والبأس الشديد، وهكذا هم رجال القوات المسلحة الإماراتية، نماذج مشرفة للجندي العربي المسلم الأصيل. أكتب هذه السطور من جازان في أقصى جنوب السعودية العظيمة، أكتب من الجغرافيا الأقرب لتاريخٍ يسطره رجال سلمان ورجال زايد كتفاً بكتف وعضداً بعضد. دافعهم نصرة شقيق يمني أثيرٍ على القلب ودحض عدوٍّ كريهٍ تلطخت يداه بالدم المدفوع من حقدٍ فارسي دفين. ولأن الأوطان هي القلب الكبير الأحنّ على أبنائها من حنان الأم، ولأن الذاكرة الجمعية وفية لمن أوفى بواجبه نحو وطنه وأمته، نقف اليوم في توقيتٍ واحدٍ من أجل روحك أيها الشهيد. خدمتَ عَلَم بلادك بإخلاص في محياك فاحتضنك العَلَم بوفاء بعد مماتك وقبل أن ترحل إلى السماء. هامةٌ عاليةٌ أنتَ في سجل الأبطال، سرّ أبيك ومفخرة لبطنٍ أنجبتك، قصةُ بطولة تروى لأبنائك من بعدك، ودافعٌ ومحفزٌ لرفاقك ممن يكملون مسيرتك، رافعين الرايات خفاقةً في ميادين الشرف. اليوم ينعيك الوطن كل الوطن بكباره وصغاره ورجاله ونسائه، وتكرمك القيادة الحكيمة، إذ تخلد اسمك في واحة كرامةٍ شُيدت احتفاءً ببطولاتك ووفاءً لأمجادك وإعلاءً لصنيعك. هنالك في واحة الكرامة يُنقش اسمك بمدادٍ من نور على حائطٍ عظيم يليقُ بالخالدين، وإذ تتراءى من بعيد مآذن جامع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، هنالك ندعو لك أيها الشهيد بالرحمة والمغفرة والفردوس الأعلى. هنالك نعاهدك بأن نبقى والوطن لك أوفياء مهما تباعد الزمان ونأت المسافات. [email protected]