السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

ترجمة أدب الأطفال لا تكون حرفية

ترجمة الأدب تلعب دوراً مهماً، لأنها رابط ثقافي للحصول على نظرة ثاقبة عن للعالم بطريقة متنوعة. وعلى وجه التحديد، فإن ترجمة الأدب تختلف اختلافاً كبيراً عن أساليب الترجمة الأخرى. العمل على ترجمة الأدب، يعتمد على صبر المترجم الذي سيتعامل مع مئات الصفحات. وأحد التحديات هي الحصول على كلمات لها نفس التأثير على نص المصدر الأصلي. ترجمة الأدب تعد تحدياً لأن كل كلمة تترجم هي فكرة الكاتب، ولذلك ينبغي التعامل مع هذه الكلمات بشكل فردي، وينبغي على المترجم أن يحاول أن يحافظ على جوهر الثقافة الأصلية، إلى جانب التركيز على اللغة. ومع ذلك، فإن ترجمة اللغة تعني أن المترجم يتعامل مع مجموعتين ثقافيتين مختلفتين، وإحدى المشاكل التي قد تواجه المترجم هي العثور على المصطلحات الصحيحة التي تناسب أفضل مستوى من الإخلاص للنص، بمعنى أنه يجب أن يكون المترجم الأدبي قادراً على ترجمة المعنى الثقافي، والعواطف وسائر المعاني والمصطلحات. ومن الصعوبات التي يمكن أن تواجه المترجم عملية ترجمة العناصر الثقافية، وما قد يبدو طبيعياً في إحدى الثقافات قد يكون استفزازياً أو غير مناسب في ثقافة أخرى، ومن المهم أن يكون المترجم مطلعاً على ثقافة وعادات الحضارة التي سيترجم لها وإليها، ولا سيما أن العادات والتقاليد تختلف بين الشرق والغرب، وعليه يتوجب على المترجم نقل رسالة القصة دون ذكر الأعراف التي لا تناسب المجتمع العربي أو الإسلامي. كذلك يتوجب على المترجم الاختيار بين استخدام الكلمة الأصلية أو استخدام ما يعادلها من كلمات للحفاظ على الشعور أو الإحساس الثقافي، وفي حال لم يتوفر ما يعادل ذلك، يحتاج المترجم أحياناً إلى استخدام استراتيجية استعمال نفس الكلمات لسد الثغرات المعجمية، وإذا كانت الكلمة غريبة جداً إلى القارئ، يستطيع المترجم اللجوء إلى استعمال معجم تفسيري في نهاية الصفحة. فضلاً عن وجود ثغرات ثقافية تنجم عن سمات مختلفة للمجتمعات، ما يؤدي إلى وجود ثغرات لغوية، وبالتالي فإن إيجاد الترجمة الصحيحة للمعاني الثقافية يحتاج إلى تلبية توقعات القارئ عن طريق سد الثغرات الثقافية واللغوية. وفي النهاية، الترجمة تعد فناً لمن يستطيع الإبداع فيها، فالجميع قادر على الترجمة الحرفية التي تفقد الحس اللغوي، فالترجمة الصحيحة هي الترجمة التي تحافظ على مضمون الفكرة وتنقل الأفكار مع مراعاة الاختلاف الثقافي بين الشعوب. مريم صقر القاسمي كاتبة متخصصة في أدب الطفل