الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

غلاف التايم .. مدرسة صحافية

أغلفة مجلة التايم هي بصمة بصرية مدروسة، تنقل رأياً وتسيّر المزاج العام، بإشكالياتها وتوافقاتها ورفضها أو جدارتها بالتبني، هي حالة مدفوعة بأسباب سياسية واجتماعية تستدعي خاتمة معينة، وهي لا توضع بشكل اعتباطي. إيديل رودريغز عمد إلى تصميم غلافها الأخير الذي صدر لعددها المخصص للعام الأول من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتصميم صادم وجدلي يخدم بها فكرة معينة، فكرة تنوي أن تعثّر ترامب، وبسوريالية مزعجة أدت إلى نقاشات محتدمة، يتبدى فيه وجه لترامب غير مرئي لكنه محسوس من العالم أجمع، ظهر ترامب في الغلاف مشتعلاً، بهيئته المعروفة لكن تغطي وجهه النيران، بحيث يطغى اللونان البرتقالي والأصفر على كامل اللوحة المضيئة بالنار. رودريغز أعقب الغلاف بتصريح له معلقاً على الرسم والهدف، فالفكرة هي عداء صميمي لترامب، أن ترامب مثله مثل النار المشتعلة التي يصعب السيطرة عليها وهي تنتقل بسرعة وخفة من مكان إلى آخر، محدثة فوضى لا سبيل لإصلاحها إلا بصعوبة، إضافة إلى كونه يجمع بين شخصية ترامب وبين الضغوط التي تقع على عاتقه خصوصاً بعد نشر كتاب «النار والغضب» الذي تطرق كثيراً إلى فضح المخفي من كواليس فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية. الغلاف حُمل على محامل كثيرة، ومنها حفاوة أعداء الترامبية به، وهم كُثر، علقوا عليه بأن انتخاب الرجل كان زللاً أمريكياً ينبغي تصحيحه الآن وفوراً قبل أن يمتد اشتعاله لأطراف أكثر، تلك الانتخابات في أقوى ديموقراطيات العالم التي جاءت برئيس معادٍ لغالبية الركائز التي تقوم عليها الديموقراطية والحريّة والعدالة والمثل الأمريكية، وبأنه حان الوقت لحماية أمريكا من تلك الشعبوية المنفّرة والاستفزازية الركيكة التي يمثلها ترامب. [email protected]