الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

السياسة تُفسد الجوائز

في الكواليس، كانت مداولات عدة تحصل، لكن هذه المرة، فإن المواقف السياسية التصعيدية والمتمايزة التي طالما لعبت حفلات الجوائز على هوامشها أصبحت أكثر علنية، وهذا التقليد صار يتحول إلى نمط. انحسر تعداد الذين يتابعون حفل توزيع جوائز غرامي الأمريكي في مجال صناعة الموسيقى السنة الجارية، والسبب لا يعود بشكل كبير إلى اعتراضات مكثفة على شخصيات موسيقية مؤثرة لم يجر ترشيحها، أو على فوز شخصيات جدلية لم تكن مستحقة، لكن بسبب السياسة! تراجع العدد العام الجاري أكثر من ستة ملايين مشاهد مقارنة مع العام الماضي، بحسب شركة نيلسن لأبحاث التسويق، بعد انتقادات واسعة بسبب احتوائه على سخريات لاذعة طالت ترامب، وقصة صعوده للرئاسة. ظهرت في الحفل هيلاري كلينتون في مقطع فيديو هزلي وهي تقرأ فيه كتاب «النار والغضب» الذي تناول سيرة محرجة لترامب، علقت بعده على حكاية انشداده إلى ماكدونالدز وخشيته من التعرض للتسمم، كما شهد الحفل ظهور عدد من الموسيقيين ومنهم شير وسنوب دوغ وهم يطالعون صفحات الكتاب المذكور. ووسط هذه التعريضات الساخرة أطل مقدم الحفل لتطعيمها بسخرية مضاعفة، وبأن هؤلاء الموسيقيين كانوا يأملون نيل جائزة أفضل فيديو للكلمة المنطوقة، بينما فتحت نجمة البوب كابيللو قضية اللاجئين وسياسات ترامب التعسفية تجاههم. كل هذه التضمينات السياسية التي استفزت ترامب وابنه وحتى نيكي هيلي سفيرة الأمم كان مؤداها التململ من متابعة الحفل، وهذا لا يعني أن الذين قطعوا مشاهدته هم من أنصار ترامب وحدهم، لكن هناك من لم يدعم صعود ترامب، إلا أنه كان يأمل أن يأخذهم المحفل بعيداً عن الروتين السياسي اليومي الذي يخنقهم. [email protected]