الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

وقت تصحيح الأخطاء

بالتأكيد لم تكن الفكرة الأولية التكنولوجية للشبكات تطمح إلى تجاوز الأنماط الاجتماعية المعروفة وتمزيق النسيج الاجتماعي لكيفية عمل المجتمع، ومع ذلك فقد تكبدت الشركات التقنية في العالم مسؤولية هذا التمزيق والتجاوز، وخصوصاً مع التفاعل المتصاعد والمستمر معها والذي خُطط له أن يرفع معايير التواصل ويطورها، لا أن يوصلها إلى مرحلة تتعذر معها الحلول. واليوم يبدو أن هذا الحال الذي بلغته تلك الشبكات لم يكن مُرضياً ولا متوقعاً، وتسبب بندم عدد من الموظفين السابقين لدى كبريات الشركات التكنولوجية حول العالم، وإسراعهم للإحاطة بالوضع الاجتماعي الحالي قبل فوات الأوان، حيث شكل عدد من أولئك الموظفين السابقين في «فيسبوك» و«غوغل» و«موزيلا» تحالفاً غرضه إيقاف الآثار السلبية لشبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية في الأنساق الاجتماعية والثقافية في العلاقات، في تحد صريح للشركات التي ساعدوا سابقاً في بنائها وقوتها الانتشارية، وأطلقوا على ذلك التحالف مسمى «مركز التقنية الإنسانية». هذا التحالف الجديد المراد منه تصحيح الخطأ تسبب بصدمة لتلك الشركات على الرغم من محاولتهم التجاوب، وخصوصاً أن أولئك الموظفين كانوا مطلعين على الكثير في دواخل تلك الشركات، وكيف تقيس وكيف تعمل، وعن مضار منتجاتها، وعن تحكمها بمسارات العلاقات الاجتماعية والثقافية وإساءتها لبعضها. هذه المجموعة لن تتوقف عند حدود التوعية، لكن ستعمل على الضغط على الحكومات لفرض قوانين تقلّص من استخدام تلك المنتجات، وحظر استخدام بعضها وعمل أبحاث، ومراجعة تصحيحية رصينة من قبلهم لمعالجة معضلات تكنولوجية تتفاقم بلا توقف. [email protected]