الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

محاولة "الجزيرة" خداع القطريين

بعد دعاية كبيرة بثت قناة الجزيرة فيلم (ما خفي أعظم)، ومن باب الإنصاف نقول إن قناة الجزيرة تمتلك إمكانات هائلة ولا ينقصها إلا الصدق، لكن الصدق سيلغي القناة والحكومة التي اكتشفت أن حبل الكذب طويل لدرجة أنها دارت به، عبر وزير خارجيتها، الكرة الأرضية أربع مرات، وفي كل مرة تجد نهاية الحبل يشير إلى الرياض، أما هذا الفيلم فهو دليل على الجهد الخارق الذي بذلته القناة وتنظيم الحمدين ليأتوا بشيءٍ يتقبله المتلقي. فبعد فشل التنظيم الحاكم في الدوحة في إقناع أحداً من العالم بقضيته عاد من خلال هذا الفيلم ليس لإقناع شعوب العالم هذه المرة، بل لإقناع الداخل القطري، فقناة الجزيرة التي كانت تتباهى أنها قادرة على إسقاط دول عبر ما يسمى بـ "الربيع العربي"، أصبحت الآن غير قادرة بالتأثير على الداخل القطري، وهذا الفيلم المتهالك خير دليل على سذاجة القناة التي تعتقد أنها لخبطت أوراق من خلال تبني سيناريو باهت وهزيل يستطيع حتى غير المتخصص أن يكتشف كذبه. لا أدري هل تعتقد القناة وتنظيم الحمدين أن المواطن القطري ساذج لدرجة أنه سيصدق هذه الرواية الهزلية، فمثلاً استخبارات أربعة دول، كما تقول القناة، لم تضع أي سيناريوهات في حال تم كشف المخطط قبل ساعة الصفر؟ ومثال آخر، لا أدري كيف مرّ على العباقرة القائمين على هذا الفيلم، هو شهادة أحد الضباط القطريين الذي قال إن الأمير سلطان بن عبدالعزيز قال "تحكمنا القوانين الدولية"، ليس هذا فحسب بل إن هنالك الكثير من التناقضات في الفيلم التي لا يمكن أن تصدق. ولعل أبرز المفارقات هو ارتباك جميع المشاركين في البرنامج عندما ينطقون كلمة "انقلاب"، لأن تاريخ الدولة مع الانقلاب موغل في القِدم، لدرجة أن المتتبع لتاريخ قطر يلحظ أن الانقلاب هو العادة، والاستثناء أن يكون هناك انتقال طبيعي للحكم، أما الفيلم ببساطة فهو يحاول أن يقنع المواطن القطري،أو يخادعه، ليهرب بقضية المقاطعة للخلف، بعد أن يئس من وجود أمام، وفي النهاية وببساطة سيدرك أن لا حل سوى في الرياض.