السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أيُّهما يُحرِّك العملية الإبداعية؟

في قاعة الدرس وبينما كنا نستعرض تعاريف شتّى للأسلوب فيما يتعلق بالشعر، لفت انتباهي تعريف يركّز على الجانب الفكريّ للشعر، في حين أننا اعتدنا على الالتفات إلى الجانب الشعوريّ العاطفيّ .. أوَلسنا نُثني دائماً على صدق العاطفة وتدفّق الشعور؟ ولعل هذا يُحيلنا إلى رأي المعرّي حين طُلبت منه المفاضلَة بين الشعراء فقال: «أبو تمام والمتنبي حكيمان، إنما الشاعر البحتريّ»، فأما الحكمة فقد أراد بها الفلسفة التي تطغى على شعر أبي تمام والمتنبي، وأما قصره الشعر على البحتريّ، فإشارة إلى ميله أن الشعور هو محرِّك العملية الإبداعية، لا العقل، وهذا ما تُحيلنا إليه لفظة «الشعر» نفسها. لكن حين نتأمَّل العالم الداخليّ للشعر نجده نشاطاً لغويّاً يتمثّل في عمليات ذهنية تصوغ العاطفة، أي إنّ اللغة بألفاظها وتراكيبها هي أداة العاطفة بمعانيها، فضلاً عن تأمّلات أخرى دارت في القاعة خَلَصنا منها إلى أن أفضل الشعر هو ما يُحرِّكه الشعور والعقل معاً. وهناك استوقفتني الآية الكريمة التي أدلت بها صديقتي: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾، والتي دفعتنا إلى التساؤل: هل هما شيء واحد؟ [email protected]