الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بوصلة مهدي

لا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الروح‭ ‬الرياضية‭ ‬والأخلاق‭ ‬العالية‭ ‬وحُسن‭ ‬التعامل‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬منظومة‭ ‬الرياضة‭ ‬أمر‭ ‬مطلوب‭ ‬وإلزامي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬المنافسة‭ ‬والتحدي‭ ‬والإثارة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬القيم‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لعبة‭.‬ وحينما‭ ‬يكون‭ ‬الفوز‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬الأول‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭ ‬في‭ ‬رياضة‭ ‬تنافسية‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬جعل‭ ‬الفوز‭ ‬غاية‭ ‬تبرر‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬اتباعاً‭ ‬لطرق‭ ‬سليمة‭ ‬تُوصل‭ ‬للهدف‭ ‬المنشود‭.‬ ما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬الوصل‭ ‬وشباب‭ ‬الأهلي‭ ‬وحادثة‭ ‬التصادم‭ ‬بين‭ ‬اللاعب‭ ‬خليل‭ ‬خميس‭ ‬مع‭ ‬مدرب‭ ‬المنتخب‭ ‬سابقاً‭ ‬مهدي‭ ‬علي‭ ‬فتحت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحوارات‭ ‬والتساؤلات‭ ‬حول‭ ‬وجود‭ ‬التعمّد‭ ‬أو‭ ‬انعدامه‭ ‬وعن‭ ‬الاعتذار‭ ‬وثقافته‭ ‬وعن‭ ‬الروح‭ ‬الرياضية‭ ‬والتعامل‭ ‬اللائق‭ ‬وكلها‭ ‬مواضيع‭ ‬تحدث‭ ‬حولها‭ ‬مهدي‭ ‬علي‭ ‬بعد‭ ‬المباراة‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي،‭ ‬بطريقة‭ ‬ذكية‭ ‬حوّلت‭ ‬البوصلة‭ ‬نحو‭ ‬الحدث‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬دقيقتين‭ ‬ليحل‭ ‬محل‭ ‬مباراتين‭ ‬كاملتين‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬فيها‭ ‬تحقيق‭ ‬الفوز‭.‬ لن‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬النوايا‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬قصد‭ ‬الإيذاء‭ ‬من‭ ‬اللاعب،‭ ‬وربما‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الملاعب‭ ‬مع‭ ‬مدربين‭ ‬وحكام،‭ ‬لكن‭ ‬المفترض‭ ‬من‭ ‬مهدي‭ ‬قبول‭ ‬اعتذاره‭ ‬لأنه‭ ‬في‭ ‬مقام‭ ‬الأكبر‭ ‬سناً‭ ‬والأكثر‭ ‬خبرة‭.‬ فوز‭ ‬الوصل‭ ‬كان‭ ‬بجدارة‭ ‬واستحقاق،‭ ‬وقبله‭ ‬الوحدة‭ ‬الذي‭ ‬كاد‭ ‬يخرج‭ ‬بمفاجأة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تيغالي‭ ‬حضر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬ليمنحنا‭ ‬مباراة‭ ‬نهائي‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬ستجعل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البطولة‭ ‬حديث‭ ‬الشارع‭ ‬الرياضي‭. ‬