الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

فرص ضائعة

عندما يخسر فريقٌ ما فإنه يتحسر على كل الفرص الضائعة في المباراة، ويلقى اللوم بشكل خاص على اللاعب الذي أضاع الفرص. لكن أخطر من الفرص الضائعة في المباريات هو الفرص التي نضيعها في الحياة بشكل عام، نعم فإن الكثير منا يضيع الفرصة تلو الأخرى، سواء في حياته الشخصية أو المهنية أو الاجتماعية، يؤجل كل شيء إلى المستقبل الذي لا نعلم متى يحين، ويلقي باللوم على كل من حوله، ولكن من المستحيل أن يلوم نفسه، وهكذا تضيع كل فرصه للتقدم في الحياة. ولكن ما الذي يجعل بعضنا يضيع الفرص هكذا؟ هل هو الخوف أم التردد أم الإهمال أم التكاسل أم قلة التركيز؟ الحقيقة أن كل ذلك يتسبب في ضياع الفرص لكن العامل الأبرز والمشترك بين هذه العوامل هو «اتخاذ القرار» .. وإذا كان صاحبنا اللاعب الرياضي يُضيع الفرص لأنه يتخذ القرار في ثوانٍ أو حتى أجزاء من الثانية فإننا يجب أن نعذره، لكن ماذا عن الذي يضيع فرص الحياة الواحدة تلو الأخرى على الرغم من أن لديه متسعاً الوقت؟ لا شيء يفسر ذلك سوى ضعف الإرادة وقصر النظر، وبالتالي ما أحوجنا فعلاً إلى تعزيز مهارة اتخاذ القرار! اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب مهارة تجعلك تغتنم الفرص المتاحة أمامك على اختلاف أنواعها ومجالاتها، وهذه المهارة بإمكانك اكتسابها من خلال تغيير طريقة تفكيرك نحو المواقف، تركز على الحسم والسرعة، خصوصاً أننا في زمن متسارع بشكل رهيب ويتطلب منا أن نجاريه بقرارات سريعة كذلك. ولا شك في أن الأفضل بناء هذه المهارة لدى الأبناء منذ الصغر، من خلال تعزيز ثقافتهم وثقتهم بأنفسهم وإعطائهم مساحة من الحرية وتكليفهم بعدد من المسؤوليات، هذه مهمة صعبة لمربي الأجيال، لكنها ستصنع رجالاً للمستقبل شخصياتهم قوية، يملكون القرار، ويقتنصون الفرص، فيثمر كل ذلك مستقبلاً يانعاً لهم ولذويهم وبلادهم. [email protected]