الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

أشعّة الهمس

كان الصيادون يتبارون في رمي سنَّارات أفئدتهم وسط موج البحر. وكان نبضي هو الأبعد. - هل سأنتشيكِ؟! مالت الشمس للنحيب، ولا أزال أكتبُ ضحتكِ. صفحة الماء مُنهَكة. أكاد أرى لمعة صوتك. - مساءَ السَيْر. أغرب ما في كلّ شهر، أن أيامَهُ تتلألأُ بعناقيد انتظارك. هدّني العنب. عَصرتْني أشعةُ الهمس، ولا سبيل إلا أن أتذوقَ ظلَّ عرائشك. - أوجعتْني سنارتك. - أعرف يا حبيبتي، تحمَّلي. أظفاري قصةٌ غارقةٌ في أنامل الطريق. أُطيلها، كي أقتصَّ من بُعْدكِ. - هيا. عدْ من غيبوبتك. كنت سأصحو من نشيج السرير، لولا أنَّ البحرَ نعسَ عن قواربه وأخلدَ لشاطئه. في المدى، هُنالكَ خدُّكِ، يتعلّمُ الفجر النطقَ على صفحتِهِ. تقتربُ الأهلّةُ من مشيمةِ قصيدته، فتصومُه اللغة، ثم تَلِدُ قافيةً تشبهه. بعد أيام، سيهتزُّ نجمٌ، وسيضطرب في مدَاراتكِ الوقت. سأصعدُ بروحكِ، سأحنّي بصوتها الغيمَ، وسأعطّرُ الكواكبَ بظلِّ شفاهِها. وحينَ تتفتّحُ السماءُ، سأزخرفُ معها أرواحَ العشاقِ، روحاً روحاً. وعلى كلِّ روحٍ، سأنسجُ حلماً، وسأروي بذرةَ قصة. ها أنا أعود! [email protected]