الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

صاعقة

اعتاد أن يلبس أجمل حُلله، أن يتعطر بأجمل الأريج الذي تخبئه قواريره، يظل يذرع السوق جيئة وذهاباً، لكي ترى حلله إحداهن أو تشم أريجه، ويظن أن هذه تنظر إليه، أو تلك لا تسقط عينيها عنه، هو لا يتورع عن أن يرمي ورقة أنيقة تحمل رقم هاتفه واسمه المستعار، على من تريد وعلى من لا تريد. في ضحى سوق ساكن، لمح امرأة شابة تدخل محلا تلو محل، واهماً أنها لم تأت في هذا الوقت إلا للتسكع، كانت المرأة في عجلة من أمرها، ولم يسعفه الوقت بأن يرمي لها رقمه، خرجت من السوق، واستقلت سيارتها. عاد بنظره إلى آخر محل كانت فيه، فوجد البائع الآسيوي يركض حاملاً حقيبتها، اعترض طريقَه، مدّعياً أنه يعرفها، أخذ الحقيبةَ وركض إلى بوابة السوق، لكن سيارتها كانت قد غادرت، وبإغواء الشيطان الذي لا يفارقه، فتح الحقيبةَ محاولاً البحث عمّا يمكّنه من الاتصال بها، أثناء استعراضه ما بداخلها، احمر وجهه فجأة، وبدأ العرق يتقاطر من جبينه، كان كمن صعقته كهرباء مرجفة. [email protected]