الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

المواطن في اجتماع مجلس الوزراء

تحولت ليلة الثالث من أبريل وصبيحتها ثم أمس الأول إلى ملحمة وطنية عنوانها السعادة وترابط القيادة والشعب، المواطن علي المزروعي اتصل على الإذاعة يشكو غلاء الأسعار، لم يحسن المذيع التعامل مع مكالمته، ودخل معه في نقاش حاد لا داعي له، دون مراعاة لكبر سنه، انتشر المقطع الصوتي في مواقع التواصل وسط حالة من استنكار واستياء الناس، تدخلت القيادة فأوقفت المذيع عن العمل، واستقبلت المواطن بصدر رحب، وأمرت بتوفير متطلباته المعيشية كافة، بل وأمرت بإعداد تقرير عاجل ومفصل عن المواطنين ذوي الدخل المحدود، ثم دعي علي المزروعي إلى حضور اجتماع مجلس الوزراء للمحاورة، وصدر توجيه بتعيينه باحثاً اجتماعياً في وزارة تنمية المجتمع. مشهد لا يمكن أن تراه إلا هنا في الإمارات، دولة تتحرك بأكملها من قيادة وشعب من أجل مواطن واحد، هكذا هي حكومة الإمارات لا ترضى أن يمس المواطن بشيء، ولا تبخل عليه بتوفير احتياجاته ومتطلباته، والأهم أنها لا تمنعه من حقه في التعبير عن رأيه والنقد البناء ما دام في إطار القانون، وهكذا هم عيال زايد عنوان المحبة والترابط والإخاء، حين يشتكي منهم فرد يتداعون له كما تتداعى أعضاء الجسم لمرض أحدها، نستمد من ديننا وعاداتنا وتاريخنا قيم التلاحم المجتمعي والوطني، وليكتمل مشهد البيت المتوحد قدّم الزميل يعقوب العوضي اعتذاراً جميلاً للوالد علي المزروعي، وهذا هو المعدن الأصيل لعيال زايد. من هذا المشهد الوطني نستخلص رسائل عدة، أهمها أن المواطن كان وما زال أولوية القيادة، وأن الدولة تريد من الإعلام أن يقف دوماً في صف المواطن، ويفسح له المجال ليعبّر عن رأيه، خصوصاً في المسائل المرتبطة بمستوى المعيشة ومتطلبات الحياة اليومية. إنها رسالة لكل المشتغلين بمهنة الإعلام، وإنها أمانة على عاتقهم أن يمثلوا صوت الأمة، وينقلوا رأي الناس. [email protected]