الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قصة شهيد

عندما كنا نردد «عشتِ لشعبٍ دينه الإسلامُ، هديه القرآنُ، حصنتك باسم الله يا وطن» كنا نسمي باسم الله على وطننا، كنا نضرب الأيمان ونعطي الوعود والحلفان في سبيل حماية الوطن من كل معتدٍ. بالأمس كنا نرددها في كل صباح في الطابور المدرسي وفي المناسبات الوطنية، أما اليوم فقد أصبحت واقعاً نعمل به ودرباً نسلكه ومنهج حياة نعيش عليه. عندما كنا بعالي الصوت نقول «أقسمنا أن نبني نعمل، نعمل نخلص، نعمل نخلص، مهما عشنا نخلص نخلص» كنا على علم بأن الموعد آت، وأننا على قدر وعدنا سنعمل، نحن شعبٌ عرفنا بالأعمال والأفعال لا الأقوال. كل الأحداث التي جرت أصبحت اليوم شاهد عيان، وبصمات توضع في تاريخ دولة الإمارات، بصمات وضعت بدماء الشهداء، ورفعت رأس أبناء هذا البلد عالياً. عندما حان الوعد، لم يتوانَ شهيد الوطن بالاستعداد والتدرب والتأهب وخوض غمار المعركة، فذهب ليلبي النداء من دون منة أو كلل أو ملل، ذهب لإعلاء راية الحق، ذهب هناك لحماية الحدود .. وهب نفسه لأمن وأمان هذه الأرض، ولنكون بأفضل وأحسن حال. اليوم لابد أن نكمل مسيرتهم، ونتخذ منهم قدوة للتضحية في سبيل الوطن، هم أعطوا الدولة أغلى وسام، واليوم نتسلم نحن عنهم الراية، فكل إنسان في هذا الوطن جنديٌ في مكانه، فالطالب جندي علم، والموظف جندي عمل، والأم جندية في تربية النشء، والأب جندي في توفير الحياة الكريمة لعائلته، كل فرد على أرض هذا الوطن جنديٌ بالطريقة التي يريد أن يرد فيها الجميل لوطنه. لقد استحق الشهيد وبكل جدارة مكانته الربانية عند الله تعالى، وشرف المكانة الدنيوية، فهنيئاً لكل شهيد بما صنعت يداه، وهنيئاً لكل من كان لها ابن أو زوج أو أب شهيد، فهذه المنزلة المكرمة حلم من لم يستطع الحصول عليها. [email protected]