الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

اســـــتهلاك الــدواء

ما بين أول صيدلية موثقة جرى إنشاؤها من قبل كيميائي عربي في بغداد عام 754 للميلاد، وصولاً اليوم إلى علم الصيدلة الإكلينيكية والصيدلة التركيبية، وصيدلة الإنترنت، كانت ثورة هائلة في تطور هذا الفرع من العلوم وهو علم الصيدلة، فقد كانت الشعوب القديمة يختلط عليها ممارسة الصيدلة بممارسة السحر والممارسات الدينية إلى أن بيّن الإسلام الفرق الواضح بين ما هو سحر محرّم، وممارسة الطب الذي هو علم طبيعي. ويرى البعض أن (اعتقاد الناس) له تأثير فعال في القدرة الشفائية للدواء وذلك طبقاً للاعتقاد الداخلي للفرد، ولهذا تقام الدراسات الدوائية بطريقة التعمية، حيث يعطى الدواء الحقيقي والمقابل الفارغ بالشكل واللون أنفسهما للمريض من دون أن يعرف أيهما الدواء في التجارب السريرية. لقد قدم تطور الدواء للبشرية فتحاً وإنجازاً هائلاً بالتخلص من الكثير من الأمراض والجائحات المرضية المضنية كالجدري والسل الرئوي وشلل الأطفال والحصبة .. وتطول اللائحة بهذا الخصوص، وتتعدد العائلات الدوائية التي خدمت البشرية خدمات جليلة لا يمكن إغفالها، ليس أولها المضادات الحيوية وليس آخرها اللقاحات. ولكن يجب أن ندرك أن فضيلة الدواء منوطة برجاحة الاستخدام، وأن دواء صيدليات بغداد قبل ألف ونيف من الأعوام كان أبسط تركيباً، وينتمي لصيدلية الطبيعة الأم أكثر من نَسَبهِ إلى الكيمياء مقارنة بدواء الألفية الجديدة. ويجب أن ندرك أن لا دواء بلا آثار جانبية، ولا دواء محايداً منذ دخوله إلى الجسم لحين طرحه خارجاً. فهل نعزز ثقافة الدواء المناسب في الاحتياج المناسب بعيداً عن عشوائية الاستخدام وتعزيزاً لصناعة الشفاء بديلاً لصناعة الدواء؟ طبيب أسنان