الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

المشروع الدوائي العربي

منذ أن بَدأتُ العمل في ميدان التسويق الدوائي وعلى امتداد السنوات الـ 20 الماضية وأنا أتطلع لرؤية الصناعة الدوائية العربية وأفق مستقبلها! وأتساءل، لماذا لا تنهج معامل الدواء العربية نهجاً اتحادياً تشاركياً يمنهج صناعتها، ويجدول أصنافها بعيداً عن التكرار العشوائي، والإغراق في الكم والمنافسة المحمومة؟ فعلى حين نجد أن تطور الصناعة الدوائية العربية ارتبط لدينا بزيادة عدد المعامل الدوائية (أكثر من 300 معمل دوائي عربي) قابلَ ذلك اتجاهٌ معاكس من المعامل الدوائية خارج المنطقة العربية نحو الاندماج والتوحد! كما حدث مع عملاق الصناعة الأمريكية «بفايزر»، حيث اندمجت مع شركة «وورنر لامبيرت»، ثم مع شركة «فارمسيا». والتجربة نفسها تتكرر مع جلاكسو سميث كلاين واندماج ناجح لثلاث شركات رائدة في هذا المجال! ولا ننسى «سانوفي سينتيلابو» الفرنسية والاندماج مع «آفينتيس» لتصبح «سانوفي آفينتس» رابع أكبر شركة في العالم في مجال صناعة الأدوية والعقاقير الطبية. كل ذلك يدلل على أهمية هذه الجهود حتى للشركات الضخمة والعالمية لكي تحافظ على قدراتها التنافسية، وأسواقها الخارجية والداخلية، وزيادة قدراتها على الأبحاث والدراسات. ومن جهة أخرى، نلاحظ أن الألمان عندما لم ينهجوا هذا النهج كيف أصبحوا خارج اللعبة فيما يتعلق بالعشرة الأوائل في الصناعة العالمية! في حين أن باير وهوكست الألمانيتين كانتا تعدان من أكبر شركات الدواء في العالم. فما مشروعنا الدوائي العربي؟ وما رؤيتنا ورسالتنا حيال الأمن الدوائي العربي ضمن البلدان العربية منفصلة من جهة، وضمن عالمنا العربي مجتمعاً من جهة أخرى؟ مع إيماننا العميق وثقتنا الكبيرة بصناعتنا الدوائية العربية، لكنني أعتقد أن على القائمين عليها التحلي بمفهوم تشاركي، ونهج تآزري في سبيل تحقيق الاندماجات المهمة في وجه المقبل في مقبل الأيام على صعيد هذه الصناعة الاستراتيجية المهمة. طبيب أسنان