الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

القراءة سعادة

هل من المنطق أن نسأل عن أهمية القراءة أو لماذا نقرأ؟ سيكون هذا التساؤل منطقياً في حالة واحدة فقط، هي أن يكون التساؤل بهدف التذكير بمنافع القراءة وتأثيرها الكبير في بناء الفرد والمجتمع وازدهار الحضارة، إن القراءة تفتح لك الآفاق وتوسع المدارك وتجعلك تفهم الحياة وتفهم ذاتك وتفهم الآخرين بشكل أكثر عمقاً، إنها ترتقي بذائقتك وتسهم في تهذيب السلوك وانفتاح الفكر، كما تتيح لك مطالعة قصة الحضارة وتاريخ البلدان والشعوب عبر العصور، وتحفزك على حب العلوم والفنون والآداب، وتلهمك لتحقيق الإنجاز والأمجاد، إنها تقوّم الرأي وتجعل موقفك من الناس إيجابياً ودورك في المجتمع بارزاً وبصمتك في الحياة واضحة، أو على الأقل ستصنع داخلك هذا الطموح لتعيش بروحٍ مختلفة. هذه هي القراءة، تغذي الروح والعقل والوجدان، وهي في المحصلة تزيد الفرد وعياً وثقافةً ومعرفة، وتحقق له سعادة حقيقية، فمن خلال الغوص في أعماق النفس البشرية وفهم دوافع السلوك الإنساني يبدأ الشخص في تكوين ردة فعل مناسبة لمختلف حوادث ومواقف حياته، ما يعني أنه سيكون أكثر قدرة على امتصاص الألم والغضب والخوف والقلق وغيرها من المشاعر السلبية، وهذا في المجمل يحسّن النفسية ويرفع معدلات السعادة، كما أن السفر عبر الأزمان والعصور والأماكن من خلال القراءة يحقق متعة كبيرة للقارئ، واكتساب المعلومات والمعارف الجديدة كذلك يصنع شعوراً جميلاً. بعض الكتب تأخذك إلى أجواء ساحرة مثل أجواء الريف أو البحر أو حتى الخيال العلمي والرعب وغيرها، وهذه الأجواء تنقلك إلى عوالم حقيقية من البهجة والسعادة، وفي المحصلة القراءة تبني الإنسان وتسعده وترتقي به عالياً، ومن ثم تنعكس على متانة بناء المجتمع ككل، لأنها تصنع مجتمع المعرفة والتماسك والسعادة والابتكار، اقرأ يا صديقي وستجد ما ذكرته لك وأكثر. [email protected]