السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

الاستمرارية

اكتشفت في المرحلة الابتدائية أنني أستطيع التعبير عن طريق الكتابة أكثر من الكلام. كنت أعشق مادة التعبير سواء في اللغة العربية أو الإنجليزية، وكان لدي خيال واسع في الكتابة، ما جعلني من المتفوقين دائماً في حصص التعبير، وفي المرحلة الثانوية حصلت على المركز الأول في مسابقة الكتابة الإبداعية بين مدارس عدة، لم أتوقف عن الكتابة والتعبير، وهذا ما ساعدني في التقدم والإبداع في القصص التي أكتبها، وكما قال غابرييل وسير ريكو «إن من مفارقة الإبداع أنه ليس علينا أن نحاول بأقصى جهدنا لنتجاوز الطريقة التقليدية للكتابة، ولكن علينا أن نتخذ خطوة إلى الوراء لنوقظ ونحفز بعض الطرق التي استخدمناها للإدراك والتعبير عندما كنا أطفالاً». الكتابة أسلوب، وهذا ما يميزك عن غيرك. وبنظري، فإن الكتابة لا تختصر بكتابة القصص والروايات والمقالات أو أي نص أدبي، بل تمتد إلى أبعد من ذلك، حتى عندما نكتب رسالة إلكترونية أو رسالة نصية في الواتس أب، فهذا يعتمد على أسلوبك في جذب القارئ. تصلني الكثير من الأسئلة من أشخاص لديهم حلم الكتابة ولكن ثمة شيء يمنعهم من ذلك. تتراوح الأسباب بين المترددين خوفاً من ردود فعل القارئ وبين الخائفين من رفض الناشر. إذا كان لديك شغف للكتابة ولكنك لم تتمكن بعد من العثور على ناشر، فلا تتوقف، اعتدت أن أكتب وكانت لدي مدونة خاصة للكتابة، وعندما قررت كتابة كتابي الأول، لم أتواصل مع دار نشر، بل شاركت في كشك صغير في معرض الشرق الأوسط كومكون - دبي، أردت أولاً معرفة ردود أفعال الناس قبل أن أتواصل مع ناشر، لقد كنت أفعل ذلك مدة عامين متتاليين قبل نشر كتاب جديد. الفكرة من الكتابة هي مشاركة الآخرين ذكاءك الأدبي، فمن الطبيعي أن يكون الكاتب خائفاً بعض الشيء بعد نشر كتابة الأول، ويتساءل إن كان النص الأدبي سوف يعجب الجمهور أم لا؟ مثله مثل الفنان في أول وقوف له على خشبة المسرح، وهذا أمر طبيعي فالإنسان يميل إلى التميز والقبول أيضاً. فعليكم بالاستمرارية في الكتابة، وإذا ما كتبت شيئاً أعجبك، فلا تكتفِ بذلك، ارجع وحاول أن تغير فيه أكثر من مرة، وكما قال عبدالرحيم البيساني «إنني رأيت أنه ما كتب أحدهم في يومه كتاباً إلا قال في غده: لو غُيّر هذا لكان أحسن ولو زِيدَ ذاك لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك ذاك لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر». كاتبة متخصصة في أدب الطفل [email protected]