الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

ضوءُ غرفتها

«حبيبتي، لن أعمل بنصيحتكِ، فمن غير الممكن أن أكفّ عن تسمية الأزهار باسمك. تعرفين أيتها الشاطئية كم أجنُّ أمام زهرة. تجدينني أخطفها من غصن الأرض، وأركضُ بها. أغرسها في تربة حوضي، وأجعلها تنمو نحو وجهي. هي لن تحيا طويلاً. سوف تذبل، لأن حوضي الصغير لن يمنحها اخضراراً دائماً. أعرف أنها ستذبل. لكن من غير الممكن أن أكفّ عن تسمية الأزهار. حبيبتي، صدقيني، لن تذبلي، ما دامت كل الأزهار باسمك». طويتُ الرسالة، وهممتُ بالخروج إلى مكتب البريد. مررتُ أمام غرفة أختي، فوجدتُ أمي تتربع على الأرض الملاصقة لبابها. سألتها. - ألم تفتح؟ هزّت رأسها المنكَّس، بدون أن تنطق عيناها بنظرة واحدة إلي. نسيتُ، إلى أين كنتُ سأخرج. أرخيتُ ساقيّ، ثم طويتهما إلى جانب أمي. طالعتُ وجهها، فإذا مدن الأرض الممزقة، خفافيش تنشُبُ مخالبها في جلوسنا المستتر. قفزتُ واقفاً. هززتُ باب الغرفة، فانفرط القفل. تخبّطتُ داخل الظلام باحثاً عن النافذة، ووجدتُ نفسي أدفعها بكل عنف، لينفجرَ المكانُ بالضوء وبالهواء. [email protected]