الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

الإخوان صنيعة الماسونية

ربما يظن البعض أن الربط بين تنظيم الإخوان المسلمين والماسونية لا يعدو أن يكون لغرض الإثارة وجذب القارئ، لكن الحقيقة أن هذا الربط قديم جداً، بل إنه كان مطروحاً في بداية تأسيس الجماعة ذاتها، وكثيراً ما تعالت التكهنات بدءاً من اسم المؤسس (حسن البنا)، حيث إن اسمه الحقيقي في الأوراق الثبوتية لا يوجد به اللقب، وكثيراً ما يطرح السؤال حول اللقب ولفظة الماسونية (free Masson) التي تعني (البناؤون الأحرار). أول من ألمح لذلك هو الإمام محمد الغزالي (صديق حسن البنا)، فكتب في كتابه (من ملامح الحق)، معلقاً على الطريقة التي أتى بها حسن الهضيبي من خارج التنظيم للإرشاد، فيقول الغزالي إن الماسونية وضعت زعماء لحزب الإخوان المسلمين وكان منهم سيد قطب. هذا الكتاب تمت طبعته الثانية بعد ذلك دون هذه الإشارة إذ تم حذفها، بل وأصبح الغزالي غير مرحب به من قبل الجماعة، آنذاك، وهو أيضاً ليس بعيداً عما قاله ثروت الخرباوي الذي انشق عن الجماعة، وقبله أخذ هذا الموضوع (علاقة الإخوان بالماسونية) كثيراً من تفكير صاحب العبقريات عباس محمود العقاد، حيث ذكر في مقال نشره عام 1949 أن حسن البنا من أب يهودي وأم يهودية، وهو ـ حسب العقاد ـ ليس مصرياً، وإنما قدم إلى مصر هرباً من الحرب العالمية الأولى، ثم عمل بمهنة إصلاح الساعات، وهي المهنة التي كانت محتكرة لليهود في مصر. المنشقون من التنظيم يتحدثون أيضاً عن طقوس البيعة، التي تشبه كثيراً طقوس الماسونية، من الدخول في ظلام دامس إلى مبايعة شخص مقنع، والكثير من التفاصيل المطابقة لطقوس الماسونية، ولهذا لابد من طرح السؤال: إذا كان بعض الإخوان أنفسهم يشيرون لهذه العلاقة، فكيف ترتكب بعض الدول حماقة الوثوق بهذا التنظيم الذي استمرأ الإرهاب؟