الجمعة - 10 مايو 2024
الجمعة - 10 مايو 2024

بين التكاليف والتقاليد والعمل .. الثلاثون بوابة العنوسة

تكبر الفتاة وتحقق النجاح في الحياة والعمل متفوقة على الرجل، ومع ذلك لا يرحمها البعض، ويعتقد أنها ما زال ينقصها أهم عنصر في الحياة وهو نصفها الآخر، وينعتونها بكلمة «عانس». وتعد الثلاثون بوابةَ المعاناة لبعض الفتيات اللاتي يعتقد المجتمع أن قطار الزواج قد فاتهن، ويرجمهن بنظرات الشفقة أو الحزن على حالهن، رغم أنهن لا يشعرن بنفس الإحساس، ويصفن أنفسهن بـ «مستقلات». وتفيد مديرة التنمية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية فوزية الطارش أن الوزارة تنظم حملات توعية للحد من معدل العنوسة تبدأ من المدارس لتوعية الطلبة والأسر بضرورة تخفيف الطلبات لتسهيل نفقات الزواج مما يفيد المجتمع. وأفاد عضو المجلس الوطني الاتحادي مصبح سعيد الكتبي بأن العرف السائد في الإمارات يعتبر الفتاة التي تخطت سن الثلاثين في عداد المتأخرات عن الزواج بغض النظر عن السبب الذي حال دون زواجها. وكشف عن أن نسبة العنوسة بين المواطنات ارتفعت إلى معدلات عالية، وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة العنوسة ارتفعت إلى أكثر من 60 في المئة من إجمالي عدد المواطنات. وأشارت الجازية الجاسر إلى أنها تبلغ من العمر 33 سنة ولم تتزوج إلى الآن بسبب العمل الذي يأخذ من وقتها ساعات طويلة. وتضيف أن طبيعة الرجل الشرقي أو الخليجي تحديداً تجعله يعتقد أنه المحور الذي تدور حوله حياة الزوجة، وفي كل مرة يتقدم إليها عريس يكون طلبه الرئيس تغيير العمل وهذا ما ترفضه تماماً. وتعود أسباب تأخر الزواج وفقاً لأستاذ الاجتماع سعد القبيسي إلى مبالغة الأهالي واشتراطاتهم المكلفة والتشدد في مسألة الزواج من القبيلة نفسها أو مستوى العائلة نفسه. وهو يعتقد أنه لا وجود أساساً لكلمة عانس «أرفضها تماماً، الفتاة الآن أصبحت عاملة وفاعلة وليست بحاجة مادية إلى أهلها أو إلى الزوج وربما هذا أحد أهم الأسباب في تأخر سن الزواج لدى غالبية الفتيات». ورفضت أمل المقبالي إطلاق لقب عانس على من يزيد عمرها على 30 سنة، معتبرة الزواج قسمة ونصيباً، والفتاة ليست مجبرة على الزواج إذا لم تجد الرجل المناسب لحياتها. وتوضح رانيا محمد أنها أخرت سن الزواج لأنها تريد الارتباط برجل يحترم ما أسسته في حياتها من عمل وجهد لتحقيق ذاتها وبناء مسيرة مهنية تفتخر بها. ويؤكد نايل الجوابرة «أفضل الارتباط بامرأة عاملة ناضجة تكون متفهمة لحياتي العملية أكثر من الفتاة الصغيرة التي لا تملك من خبرة الحياة الكثير». ويضيف «كرجل، لا أرى أن هناك عيباً في الفتاة التي تخطت سن الثلاثين دون زواج بالعكس تعتبر إضافة لها ومرغوبة لأنها قضت سنوات حياتها الماضية في بناء نفسها وتحقيق ذاتها وأفتخر بأن أرتبط بفتاة عصامية».