الأربعاء - 21 مايو 2025
الأربعاء - 21 مايو 2025

الثقة بالنفس والتأمل لمواجهة قلق الامتحانات

عرف اختصاصيون نفسيون قلق الامتحان بأنه حالة نفسية انفعالية، تصاحبها ردود فعل نفسية وجسمانية غير معتادة نتيجة لتوقع الطالب الفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه، أو الخوف من الرسوب ومن ردود فعل الأهل، أو الرغبة في التفوق على الآخرين، أو ربما لمعوقات صحية. وأوضح الاختصاصيون أن هناك حداً أدنى للقلق وهو أمر طبيعي لا داعي للخوف منه، بل ينبغي استثماره في الدراسة والمذاكرة وجعله قوة دافعة للتحصيل والإنجاز وبذل الجهد والنشاط. وأشار الاختصاصي النفسي والتربوي في وزارة الشؤون الاجتماعية روحي عبدات إلى أن دراسة عربية حديثة خلصت إلى نتيجة مفادها أن تأخر المراقب وأوراق الامتحانات وقفا على رأس العوامل التي تسبب قلق الامتحانات، بنسبة 81.4 في المئة، ما دعا الدراسة إلى حث المراقبين على الذهاب إلى قاعة الامتحانات قبل الموعد حتى ينشروا الراحة النفسية بين الطلبة. ويعيق الخوف والقلق والتوتر المبالغ فيه تفكير وأداء الطالب، الأمر الذي يحتاج إلى تدخل من أجل معالجته، مشيراً إلى أنه كلما بدأ العلاج مبكراً كانت النتائج أفضل، واختفت أعراض المشكلة على نحو أسرع. وعزا عبدات مشاعر القلق إلى مجموعة من الأسباب التي يرتبط بعضها بالطالب والبعض الآخر بالعوامل الخارجية من نظام الامتحانات، ومنها إضافة إلى تأخر المراقب وأوراق الامتحانات تعامل المعلمين أثناء الامتحان، توقعات الأسرة، اعتقاد الطالب أنه نسي ما درسه وتعلمه، عدم الاستعداد أو التهيؤ الكافي للامتحان، قلة الثقة بالنفس، ضيق الوقت المعطى للامتحان، التنافس مع أحد الزملاء، والرغبة القوية في التفوق عليه، مطالب الأسرة وسقف توقعاتها المرتفع لتميز الطالب. وللأسرة دور كبير في الحد من عوامل القلق والتوتر لدى الأبناء عبر كبح جماح مظاهر الخوف والقلق أمام الأبناء، مع دعم ثقتهم بأنفسهم وحثهم على المثابرة من دون توبيخ أو ضغط يضعفان ثقتهم بأنفسهم، الأمر الذي يؤدي إلى المزيد من القلق والإحباط والخوف. كذلك على الأسرة الامتناع عن مقارنة الأبناء بزميل أو قريب متفوق، ما يحبطهم ويعيق أداءهم، والحرص على عدم إرهاقهم وتكليفهم بأعباء منزلية غير ضرورية، إضافة إلى توفير الجو العائلي الذي يتسم بالاستقرار والهدوء والشعور بالطمأنينة. ولتهيئة الأبناء على مدى العام الدراسي لاستقبال فترة الامتحانات بشكل طبيعي دور كبير في الحد من عوامل القلق والتوتر، وكذلك عدم فرض طموحات الأسرة عليهم، بل يجب النظر إلى ميولهم ورغباتهم وإمكاناتهم مع عدم المبالغة فيها خصوصاً أمام الآخرين، ويفضل التعامل مع قدراتهم بموضوعية، وتشجيعهم ومساعدتهم على دراسة المواد التي يعانون صعوبات فيها. ووجه عبدات بعض النصائح إلى المعلمين منها: استخدام الاختبارات التجريبية والتدريبية في ظروف مشابهة للامتحان ليألف الطلبة جو الاختبارات، تقديم المساعدة عبر مراجعة المقرر والأعمال المنزلية قبل الامتحان بأيام، تطوير مهارات الدراسة ومهارات الاستعداد للامتحان وتقديم أدلة للدراسة تركز انتباه الطلبة على الجوانب المفتاحية. وعلى المعلم كذلك إعطاء الفرصة لأسئلة آخر لحظة، والتي يأتي بها بعض الطلبة قبل الامتحان بلحظات، وإرشاد الطلبة إلى كيفية التعامل مع أسئلة الامتحان، مثل الاسترخاء أولاً والتركيز وعدم التشتيت في أثناء قراءة الأسئلة، والتمعن فيها لأكثر من مرة واختيار أسهلها للإجابة عنها. وقدم عبدات مجموعة من الأفكار المفيدة للطالب ومنها: النوم مبكراً ليلة الامتحان بعد مراجعة بسيطة للمادة التي سيؤدي فيها الامتحان، عدم الإكثار من تناول المنبهات قبل الامتحان لأنها تزيد الإجهاد، عدم التبكير كثيراً في الذهاب إلى المدرسة وعدم التأخير لكي لا يتعرض الطالب للتشويش والارتباك وضياع الوقت. تجنب الأكل على الأقل قبل الامتحان بساعتين ويفضل تناول وجبة خفيفة، ارتداء ملابس مريحة حتى لا يشعر الطالب بالضيق أثناء الامتحان، عدم مناقشة الزملاء في المادة أوالبحث عن الأسئلة المتوقعة لأن ذلك يربك ويشوش التفكير.