2014-12-27
يتعرض العديد من مرضى السكري إلى نوبات متفاوتة من ارتفاع السكر في الدم بسبب تناولهم العسل، لأنهم ينساقون بسبب انسياقهم خلف الإعلانات المضللة، المروجة لعسل خالٍ من جميع أنواع السكريات، الأمر الذي اعتبره رئيس جمعية الإمارات للسكري الدكتور عبدالرزاق مدني وهْماً.
وأوضح لـ «الرؤية» مدني أن العسل الخالي من السكر يشكل تجاوزاً خطراً يرتكبه بعض باعة العسل، مؤكداً أنه لا توجد نوعيات من العسل آمنة 100 في المئة لمرضى السكري، ويصاب كثير من المرضى بنوبات ارتفاع في السكر بسبب تناولهم هذه الأنواع، لأن السكر يشكل 70 في المئة من مكونات العسل، ما يؤثر سلباً في المرضى لأنهم يعانون نقصاً كبيراً في الأنسولين.
وطالب رئيس الجمعية الدكتور عبدالرزاق مدني بضرورة تشديد الرقابة على محال العسل، وعدم السماح لها بادعاء بيع تركيبات غير ضارة بمرضى السكر، بسبب استخلاصه من أشجار وبيئات معينة، مؤكداً أن جميع أنواع العسل بلا استثناء غير آمنة لمرضى السكري لاحتوائه على نسب متباينة من السكريات والجلوكوز والفركتور والمالتوزر وكلها سكريات تضر بالمرضى.
ورصدت جولة «الرؤية» على محال تبيع العسل البعض يعرض أحياناً أنواعاً خاصة بمرضى السكري، ويدعي بعضهم أنه مستخلص من شجرة «المرة» التي تنمو في مدينة بنغازي الليبية.
ويصف آخرون شجر السد والسمر المحلية كبيئة مناسبة للعسل الذي يحتوي على نسبة ضئيلة جداً من السكر، بينما يدعي البعض أن ما يبيعونه خلاصة شجرة تنمو فقط في جزيرة سوقطرة يطلق عليها «دم الأخوين».
وأوضح «أبصر علي» أن المحل الذي يعمل به يقدم نوعاً من العسل آمناً 100 في المئة لمرضى السكري ولا يشكل أي خطورة على حياتهم، كونه مستخلصاً من شجر السدر، ولا يحتوي على أي نوع من أنواع السكريات.
من جهته ذكر بائع آخر أن شجر السدر والسمر من الأشجار التي تحتوي على العسل المستخلص من النحل الذي يعيش عليهما على نسبة قليلة من السكريات، لكن هناك نوعاً من الأشجار يدعى «دم الأخوين» ينمو في جزيرة سوقطرة اليمنية يستخلص منها عسل لا يحتوي على أي نسبة من السكريات وهو آمن 100 في المئة، ويباع الكيلو بمبالغ مرتفعة تزيد على 500 درهم.
من جهة أخرى ذكر رئيس جميعة السكري أن بعض المتاجر تبيع الوهم لمرضى السكري، من خلال ادعائها وجود تركيبات خاصة يمكن أن يتناولها مرضى السكري، مشيراً إلى أن مكونات العسل يدخل فيها الجلوكوز والفركتوز (سكر الفواكه) وسكر السكروز إضافة إلى العديد من السكريات مثل المالتوز والسكريات العديدة، الضارة بمرضى السكري.
وتستغل بعض المتاجر ما جاء في القرآن عن العسل «فيه شفاء للناس» لتدعي بأن لديها عسلاً يشفي أمراضاً عدة ومنها السكري، من دون الحصول على تصريح من الصحة، مشدداً على ضرورة التزام مرضى السكري بالحمية الغذائية، لأنها الأساس في ضبط السكر في الجسم، وعدم تناول العسل الطبيعي أو التمر من دون استشارة الطبيب لأنهما يحتويان على كمية من السكريات.