الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إلى أين تتجه شركة فيسبوك؟

إلى أين تتجه شركة فيسبوك؟

تعرضت شركة فيسبوك لانتقادات شديدة مؤخراً في جميع أنحاء العالم تجاه ممارساتها التجارية تارة وتأثيرها على العملاء تارة أخرى، ما هدد الموقع الأشهر عالمياً، بفقدان الكثير من المستخدمين، وبالتالي خسارة عائدات الإعلانات، الأمر الذي دعا الشركة للتفكير في تغيير اسمها عبر تأسيس شركة قابضة تجمع تحت مظلتها تطبيقاتها كافة ومنها فيسبوك وماسنجر وواتساب وإنستغرام.

وشهدت منصات «فيسبوك» توقفاً تاماً في وصول المشتركين إلى الخدمات، في بداية شهر أكتوبر الجاري، فيما تعرضت الشركة لأزمات متلاحقة منذ بداية العام منها تراجع سهمها بسبب حظر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب والعديد من المؤيدين له، وأزمة تعديل شروط الخصوصية لمشاركة بيانات خاصة بالمستخدمين لتطبيق «واتساب» الأكثر استخداماً عالمياً، مع شركته الأم فيسبوك، وكذلك تطبيقي إنستغرام وماسنجر، وتعرض لأزمة أخرى بسبب مشكلة مع قانون النشر مع أستراليا، وبينما أجبر القانون فيسبوك على الدفع لمنصات الأخبار مقابل نشرها للمحتوى إلا أن الشركة أغلقت كل منصات الأخبار في أستراليا ما دفع الحكومة للتفاوض مع فيسبوك للوصول إلى حل وسط.

كل تلك الأزمات وغيرها دفعت فيسبوك لمحاولة «تجميل صورتها» للظهور بمظهر مختلف، مع التركيز على مشروعها الجديد مشروع العالم الافتراضي «ميتافيرس».

ما هو مشروع «ميتافيرس»؟

بحسب شركة فيسبوك، فإنها تقوم حالياً بتطوير ما يعرف باسم metaverse، وهو مرحلة جديدة من التجارب الافتراضية المترابطة باستخدام تقنيات مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز. يكمن جوهر فكرته في خلق إحساس أكبر بـ«الوجود الافتراضي»، لإمكانية أن يصبح التفاعل عبر الإنترنت أقرب بكثير إلى تجربة التفاعل الشخصي.

وسيكون لدى «ميتافيرس» القدرة على المساعدة في فتح الوصول إلى فرص إبداعية واجتماعية واقتصادية جديدة.

تعمل تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز على اصطناع مشهد جديد كلياً لا يمكن لمسه باليد المجردة بل يتم إدراكه حسياً عبر مجموعة من المؤثرات البصرية والصوتية الاصطناعية.

من يشغل «ميتافيرس»؟

قالت شركة فيسبوك إن الأوروبيين سوف يقومون بتشكيله منذ البداية، ولن تشغله شركة واحدة وستكون ميزته الرئيسية هي الانفتاح وقابلية التشغيل البيني، وإن إضفاء الحيوية على هذا الأمر يتطلب التعاون والتعاون بين الشركات والمطورين والمبدعين وواضعي السياسات، وبالنسبة إلى فيسبوك، سيتطلب ذلك أيضًا استثمارًا مستمرًا في المواهب الفنية والمنتجات، فضلاً عن النمو في جميع أنحاء الأعمال، وذلك عبر تنفيذ خطة لتوفير 10000 وظيفة جديدة تتطلب مهارات عالية داخل الاتحاد الأوروبي على مدى السنوات الخمس المقبلة، مؤكدة أن هذا الاستثمار هو تصويت على الثقة في قوة صناعة التكنولوجيا الأوروبية وإمكانات المواهب التقنية الأوروبية.

هل تنتهي مخاوف المستخدمين من «فيسبوك»؟

مع محاولة «فيسبوك» إعادة تسمية نفسها بعلامة تجارية جديدة تركز على «ميتافيرس» وأن هذه هو الهدف المذهل الذي يحلم به مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك لشركته بحسب موقع The Verge، إلا أن المخاوف تزايدت من المشروع الجديد بشأن خصوصية البيانات والشفافية وإمكانية تعرض الأطفال للأذى المتفاقم داخل منصات الواقع الافتراضي.

ويعزز من تلك المخاوف شمولية مشروع «ميتافيرس» لأنه يشمل كل منصات العمل الافتراضي ومنصات الألعاب ويستخدم أصولاً رقمية وعملات مشفرة في بيئة كبيرة سوف تتزايد أضرارها بحسب الكثير من المتابعين.

إلا أن تلك المخاوف ربما تقل إثر تصريح سابق من زوكربيرغ، قال فيه إنه بشكل حاسم "لن تقوم شركة واحدة بتشغيل ميتافيرس لكن سيديره العديد من اللاعبين بطريقة لا مركزية".

ماذا يحدث مع «فيسبوك»؟

محاولة فيسبوك الجديدة بالتحول لشركة شبيهة بشركة ألفا بت الشركة الأم لمحرك البحث «غوغل»، تتزامن مع محاولة حكومة الولايات المتحدة تفكيك شركة فيسبوك الحالية وقد تكبل يد الشركة في الاستحواذات المستقبلية وزيادة مستوى الشفافية.

ومن شأن المشروع الجديد أن يثير الكثير من الأسئلة حول كيفية إدارة الفضاء الافتراضي، وكيف يمكن تعديل محتوياته، وماذا سيفعل وجوده لدينا.

فيما قال زوكربيرغ، إن ميتافيرس سيوفر فرصة هائلة للمبدعين والفنانين الفرديين؛ للأفراد الذين يرغبون في العمل وامتلاك منازل بعيدة عن المراكز الحضرية اليوم؛ وللأشخاص الذين يعيشون في أماكن تكون فيها فرص التعليم أو الترفيه محدودة.