الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

قراءة الدماغ.. مرحلة جديدة من التفاعل الرقمي

قراءة الدماغ.. مرحلة جديدة من التفاعل الرقمي

قراءة الدماغ.. مرحلة جديدة من التفاعل الرقمي.

يعتبر مصطلح «قراءة الأفكار» شائعاً ودارجاً منذ وقت طويل، خصوصاً في أفلام الخيال العلمي ومسلسلات الكرتون، لكن يبدو أننا أمام مصطلح جديد، أو على الأقل غير معروف كثيراً، وهو «قراءة الدماغ» الذي يمثل مرحلة جديدة من مراحل التفاعل الرقمي والتواصل.

ووفقاً لموقع SocialMediaToday، من الواضح أن هذا سيمثل الاتجاه الذي نسير نحوه، حيث تتطلع الشركات إلى تلك المرحلة القادمة من التفاعل الرقمي بين الناس. ويتزامن هذا مع إعلان شركة سناب تشات عن استحواذها على شركة NextMind للتقنية العصبية والتي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقراً لها للمساعدة على الدفع بمساعيها البحثية طويلة الأمد المتعلقة بالواقع المعزز.

وكانت شركة NextMind قد عينت قبل انضمامها إلى سناب شات تقنية واجهة حاسوبية دماغية غير جراحية من أجل تمكين تفاعل من دون يدين بشكل أسهل باستخدام الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الحواسب والأجهزة الملبوسة والنظارات التي تدعم الواقع المعزز / الافتراضي. وتراقب هذه التقنية النشاط العصبي لفهم نية المستخدم عند التفاعل مع واجهة حاسوبية، ما يسمح للمستخدم بالضغط على زر افتراضي ببساطة عن طريق التركيز عليه.


تجربة تثير القلق


وتؤكد شركة سناب أن تقنية NextMind لا تقرأ الأفكار أو ترسل أية إشارات تجاه الدماغ. ولكن فكرة أن الدماغ سيقوم في نهاية الأمر ولا شعورياً بالتحكم بتجربة المستخدم الرقمية، وأن شركات التقنية العملاقة سيكون لها خط مباشر إلى رأس المستخدم تبدو مثيرة للقلق نوعاً ما.

وتقوم شركة ميتا بتطوير نفس التقنية، حيث تعمل على تفاعل من الدماغ إلى الشاشة منذ عام 2017 على الأقل. ورغم أن ميتا أوقفت مشروعها التعلق بقراءة الأفكار الرقمية الكاملة العام الماضي، وذلك من أجل التركيز على الأجهزة المعتمدة على الرسغ وتعمل بدلاً من ذلك عن طريق تخطيط كهربائية العضل.

وربما يمثل هذا مفتاح التجول في بيئات ومحيطات واقع معزز وواقع افتراضي أكثر تقدماً، وذلك بطريقة طبيعية أكثر وبديهية أكثر، مع استحواذ شركة ميتا بصورة مماثلة على شركة CTRL-Labs في عام 2019 لزيادة تطوير هذا العنصر.

طريقة عملها

وقام أندرو بوسورث رئيس قسم الواقع الافتراضي لدى ميتا بشرح الأمر في وقتها، حيث قال: «الرؤية المتعلقة بهذا العمل هي سوار في الرسغ يسمح للناس بالتحكم بأجهزتهم باعتبارها امتداداً طبيعياً للحركة».

وأضاف: «إليك طريقة عملها: لديك عصبونات في النخاع الشوكي الذي يرسل إشارات كهربائية إلى عضلات يدك تطلب منها أن تتحرك بطرق محددة مثل الضغط على الماوس أو الضغط زر من الأزرار».

وتابع قائلاً: «سيقوم سوار الرسغ بفك شيفرة تلك الإشارات وتترجمها إلى إشارة رقمية يمكن لجهازك أن يفهمها ويعطيك إمكانية التحكم بحياتك الرقمية».

تعمل شركة NextMind في الأساس على نفس الأمر، ولكنها تتتبع تلك الأنواع نفسها من الإشارات مباشرة من القشرة البصرية لدماغ المستخدم (وهي القشرة الدماغية المسؤولة عن معالجة البيانات البصرية)، وذلك عبر مستشعرات أقطاب كهربائية في رأس المستخدم.

هل هي تقنية مريحة؟

ولكن هل تبدو مثل هذه التقنية مريحة، وهل يشعر المرء بالارتياح حيالها أو حتى عند السماع عنها؟

سواء أكنا متقبلين هذه الفكرة أم لا، فقد يكون هذا هو المستقبل، ومن دون لوحة مفاتيح الحاسوب في عالم افتراضي، وأدوات قادرة الآن على تعقب نبضات دماغك وكشفها من أجل تسهيل مثل ذلك التفاعل؛ إذاً، يبدو الأمر منطقياً.

يبدو الأمر مريباً نوعاً ما، ومن المفترض أن تقوم غريزة جسدك الطبيعية بحماية دماغك مهما كلف الأمر، لذلك سيكون من الصعب على منصات التقنية أن تقنع الناس بذلك، أو على الأقل هكذا تبدو الصورة في الوقت الحالي.

وهناك أيضاً تساؤل يطرح نفسه، وهو التأثير بعيد الأمد في حال لم نعد بحاجة إلى التحرك من أجل تنفيذ مهامنا، فهل سيحول هذا إلى مجرد أصنام قليلة، أو حتى عديمة، الحركة، حيث نكتفي بالجلوس في أماكننا وعلى مقاعدنا وأمامنا شاشات تجعلنا ننفذ معظم مهامنا من تلك المقاعد طوال اليوم.