السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

عذرية الفتاة العربية.. والعولمة

أضحت العولمة اليوم الركيزة الأساسية لتعويم بروباغندا الفساد الأخلاقي والفسق والفجور وسط مجتمعاتنا المحافظة، وأصبحت مسؤولة بالمطلق عن شروخ عميقة في سلوك الجيل الجديد، وقضية خطيرة مثيرة للجدل، تطرح علامات استفهام وتعجب كثيرة، دون محاولات جادة وهادفة لإيجاد حلول جذرية، تراعي ثوابت ديننا، كما أنها هي المسؤول الأول عن إدمان الكثير من المراهقين والمراهقات على العديد من العادات الذميمة والدخيلة على مجتمعنا، لا بل هي المشجّع الأول على الانغماس في الموبقات المحظورات، وذلك عن طريق الإثارة الجنسية، سواء عن طريق التلفزيون والمحادثات الهاتفية المشبوهة أو مشاهدة أفلام الخلاعة والمواقع الإباحية ولعنة ألغام الفضائيات المفخخة والثرثرة الجنسية على شبكة الإنترنت والكليبات السقاطة وقلة الأدب عن طريق رسائل الوسائط المتعددة وإرساليات البلوتوث.. من هنا يأتي الحديث عن عذرية البنات في ظل ثقافة العولمة.

تعد مسألة عذرية الفتيات قبل الزواج قضية جدلية تثير الكثير من الشكوك والتساؤلات، ولقد قرأنا الكثير عنها وكيف أن العديد من الدول العربية والإسلامية أخذت تشترط ضرورة فحص الفتاة قبل الزواج لإثبات عذريتها، لا بل إن بعض الدول قد ذهبت بعيداً وسنّت قوانين ملزمة بهذا الخصوص.

من ناحية أخرى لا يحق لأي كان أن يخدش عفة وطهارة أي فتاة قبل الزواج، كما أنه لا يحق لأحد أن يحاسب الفتاة على ماضيها، وليس من حق المتقدم لخطبة الفتاة أن يطلب هذا النوع من الفحوص لطالما أنه قد ارتضى لنفسه أن يناسب من يتماشى مع دينه وحسبه ونسبه وأخلاقه وثقافته وأن الدين لا يستدل على وقوع الفاحشة بتهتك غشاء البكارة، بل إن الفاحشة في الإسلام لا يمكن أن تثبت إلا بالاعتراف أو بشهادة 4 شهود عدول.. فلماذا نبحث عن سبل التشهير والطعن وإثارة المشكلات، لطالما أن الله أعطانا العقل وألهمنا البصيرة للتمييز بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين الصحيح والخطأ؟


وهنا بدلاً من أن نبحث عن حل لهذه المسألة بخلق مشكلة أكثر منها تعقيداً، فإننا ندعو إلى التمتع بمستوى عالٍ من الثقافة الجنسية عند الزوجين، الأمر الذي سيوفر بالتأكيد الكثير من العناء والمشقة، والخروج من دهاليز الشك ودوامة الخطأ.


علينا أن نميز بين النزاهة والشرف وفقدان غشاء البكارة عن قصد أو بالخطأ، فرب فتيات مارسن الجنس ولم تنتهك أعراضهن لا من قريب ولا من بعيد ولم يفقدن عذريتهن، لا بل منهن من تمادت ولجأت بعد ممارسة الفاحشة إلى عمليات ترقيع غشاء البكارة أيضاً.

ورب فتاة نزيهة، ولقلة الدراية والمعرفة بسبب الجهل فقدت عذريتها، وهنا لا بد من أن نتسلح بالمعرفة ونتسم بالواقعية، فالشريفة والعفيفة تظهر من بريق عينيها ولا تحتاج إلى شهادة حسن سلوك من أحد لإثبات براءتها على إثم لم ترتكبه، وهنا أيضاً يجب ألا نخلط بين رفيقات العولمة الرخيصات وبين بنات مجتمعاتنا الشريفات، ولنبدأ بالبحث عن أسباب الشك في نزاهتهن وعفتهن وطهارة أبدانهن وخُلقهن، ولنمتثل دوماً لنداءات الدين ومكارم الأخلاق وصحوة الضمير ورفعة الشرف ونجعل من الثقة والإيمان المطلق بالله خط الدفاع الأول في صد تسونامي العولمة.. وربنا الستّار.