السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

انتفاضة حياة

يحدُث، وبعد أن ظننت بأنك لا تستطيع، أن تأتي اللحظة التي تنتفض فيها على نفسك، لتكسر قيد استسلامك، حينما يُتعبك أن تجد نفسك مصلوباً على الضفة الميتّة من الحياة، وترى كل شيء، من مكانك، على الضفة الأخرى، يتحرك، ينمو، يكبر، يتغير، يتجدد، وأنتَ كما أنت، وكأنك بلا روح!

ويحدث، في أتون يأسك المطبق هذا، وغِلالة السُحب الدخانية الكثيفة تلّف دماغك؛ ذلك الشعور الذي يشعرك بالعجز التام وبلوغك هرم الهشاشة، أن تنهض وتنسى ما بك من كسور وشظايا وجروح وأسى وخذلان، تنتفض وكأنك للتو تخرج من شرنقتك لفضاء الحياة، تنفض جناحيك كطير كاسر وجد باب قفصه، طليقاً تُحلّق، وصهيل الحياة يملؤ صدرك؛ مُسقطاً عن روحك كل أرتال ركام الانهزام والخضوع!

قيل، إن الدواء يُستخلص من الداء، و80% من معاناة الإنسان تكون هي في أصلها جراء تواطؤات ذاتية أو لضعفه وانعدام مقدرته على حسم ما يجب أن يُحسم في حياته، من أمور ومواضيع وإشكالات وقضايا مفصلية قد تعيق تطوره في الحياة، وتقوّض استقراره العاطفي وشعوره بالرضا، وتصادر حقه في رسم حياته التي يحب، وربما تسلبه التفاصيل التي عجز أن يتجاهلها أو ينتزعها منه أو يستبدلها أو يقتل جذوتها بداخله؛ تلك التي تشي بعلاقته بالحياة أوما تجعله على قيد الحياة!


حينما يتنازعك ذلك الشعور، لا تستسلم، وانتفض على كل ما من شأنه أن يصادر حياتك أو طموحاتك، «واعتزل كل ما يؤذيك»، وكل ما من شأنه أن يختطف بريق الحياة من عينيك، ويجعلك كائناً بلا قرار، وبلا إرادة!