الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كشف لغز جريمة الجزار

تمكنت شرطة دبي من فك لغز الجثة مجهولة الهوية التي عُثر عليها مقطوعة الرأس واليدين في منطقة الورقاء ـ دبي أواخر مايو الماضي. وأكد القائد العام لشرطة دبي الفريق خميس مطر المزينة أن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية حددت هوية المجني عليها «م. س. ل»، فلبينية الجنسية تعمل خادمة في إمارة أبوظبي، كما قبضت على المتهم في القضية التي أُطلق عليها اسم «الجزّار». وأوضح أن الجهود المتواصلة بينت ضلوع المدعو «ج. أ. س» فلبيني الجنسية وقريب المجني عليها في الجريمة، حيث جرى التوصل إلى مقر إقامته، ومداهمة شقته وتفتيشها والقبض عليه. وأبان الفريق المزينة في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في مبنى القيادة العامة لشرطة دبي أن بداية القضية تعود إلى عثور عامل نظافة على جثة امرأة ملقاة تحت شجرة على جانب الشارع المؤدي إلى محطة كهرباء ومياه دبي القادم من شارع المدينة الجامعية في الورقاء. وأردف أن المعاينة كشفت أن الجثة لامرأة بيضاء البشرة، مبتورة الرأس واليدين وتنبعث منها رائحة التعفن، مؤكداً أن الوضعية والظروف التي وجدت عليها الجثة ترجح أن تكون الجريمة حدثت في مكان آخر وقبل بضعة أيام. من جانبه، أفاد مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري بأن معاينة جثة المجني عليها والتدقيق على الأوصاف البدنية أشارت إلى أن الجثة قد تعود لخادمة. وبناء على تلك المعلومات والمعطيات التي استنتجها فريق البحث الجنائي، جرى جمع المعلومات عن الخادمات الهاربات والمتغيبات من الجنسية الآسيوية على مستوى الدولة والبالغ عددهن 9751، والتنسيق مع كفلائهن لإحضار المتعلقات الخاصة بهن. وبمواصلة عملية البحث والتحري دارت الشبهات حول خادمة متغيبة من أبوظبي، وبعد مطابقة المتعلقات بالحمض النووي تبين أنها تعود للجثة. وكانت المغدورة تعمل بمهنة سائقة، وقد تغيبت عن منزل الكفيل بصورة مفاجئة ولم يعلموا أسباب تغيبها. وأضاف اللواء المنصوري أنه بجمع الاستدلالات من المتهم اعترف بارتكابه للجريمة، وأفاد بأن قريبته المجني عليها أقرضته عشرة آلاف درهم، ثم بدأت تضغط عليه وتطالبه بإلحاح لسداد الدين، ولعجزه عن فعل ذلك قرر التخلص منها بقتلها. وفي يوم الواقعة أخذ المتهم سكيناً وساطوراً ثم توجه إلى منطقة مصفح في أبوظبي، واتصل بالضحية طالباً منها الخروج من منزل كفيلها للتفاوض على سداد الدين، فخرجت وركبت معه في السيارة، قبل أن يقودها إلى منطقة خالية من المارة، ويستل السكين، ثم يوجه لها عدة طعنات في أماكن متفرقة في جسدها حتى فارقت الحياة. وأشار اللواء المنصوري إلى أن المتهم اعترف في إفاداته بأنه وضع سيناريو ارتكاب الجريمة من متابعته للأفلام التي تبث عبر القنوات الفضائية وخصوصاً أفلام «الزومبي». وتخلص المتهم من أدوات الجريمة والملابس التي كان يرتديها في إحدى حاويات النفايات ثم اتجه إلى عجمان، واشترى مادة سائلة قابلة للاشتعال (غاز)، وحفر حفرة في منطقة رملية، وسكب المادة الحارقة على الرأس واليدين لمدة نصف ساعة تقريباً، ودفن الرأس واليدين حتى يخفي معالم الجثة.