الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«أوميكرون» يهدد بتبديد مكاسب انتصار أسواق المال العالمية على كورونا

«أوميكرون» يهدد بتبديد مكاسب انتصار أسواق المال العالمية على كورونا
حذر اقتصاديون من أن التحسن الذي شهدته أسواق المال العالمية نتيجة نجاح العالم في محاصرة انتشار فيروس «كوفيد-19»، يمكن أن تتبدد مجدداً إذا ما ثبت أن متحور كورونا الجديد «أوميكرون» سيبقى مع العالم لفترة طويلة.

وأشاروا إلى أن كمية الأخبار المغلوطة التي تراكمت في الأسواق قبل تفشي الفيروس جعلت تداعيات كوفيد الأولى قاسية للغاية في مارس 2020 وهو ما يعني أن هناك وجهاً للشبه في الحالتين وهو الشعور السائد بالراحة الذي استمده المستثمرون من البيانات الاقتصادية القوية والأرباح العالية والاحتياطي الفيدرالي المتكيف.

وبدءاً من هواة البيع بالتجزئة إلى مديري الأموال المحترفين، فإن وضع الأسهم عند مستويات صعودية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم خطر الارتداد والتراجع.


وفي حين أنه من السابق لأوانه التنبؤ بالآثار الاقتصادية والسياسية لمتحول كوفيد الذي ظهر للتو في أفريقيا، فإن عدم اليقين بشأن انتشاره كان كافياً لإسقاط مؤشر ستاندارد آند بورز 500 وجعله منخفضاً بنسبة 2.3 % يوم الجمعة.


وذكر، كبير محللي الاستثمار في شركة بلو بي لإدارة الأصول، ديفيد رايلي، في مقابلة على تلفزيون بلومبيرغ: «لقد نظر السوق إلى الوباء على أنه حدث عابر. وحيث من المفترض أن ننتقل من الجائحة إلى حيث نتعلم كيف نتعايش مع كوفيد، فإن التأثير الكلي والسوقي محدود جداً ويتناقص بمرور الوقت».

في الواقع، بالكاد ظهر تهديد كوفيد عندما أدرج الخبراء الاستراتيجيون في وول ستريت تهديدات الاستثمار في توقعاتهم للعام المقبل لسوق الأسهم. وفي أحدث استطلاع أجرته مؤسسة بنك أمريكا، صنف مديرو الصناديق كوفيد-19 على أنه خامس أكبر المخاطر فقط، بعد التضخم، ورفع أسعار الفائدة في البنك المركزي، وتوقف النمو الصيني وفقاعات الأصول.

بيعت الأسهم في جميع أنحاء العالم يوم الجمعة حيث شددت الحكومات من الولايات المتحدة إلى هونغ كونغ القيود المفروضة على السفر من دول في جنوب أفريقيا. وشهد مؤشر ستاندارد آند بورز 500 أسوأ انخفاض له منذ فبراير. وتصاعد طلب التجار على خيارات الحماية، ما جعل مؤشر تقلبات سوق عقود بورصة شيكاغو (CBOE) يحقق أكبر قفزة له منذ يناير.

وركز المستثمرون على مخاطر الوباء، ما أدى إلى إغراق شركات الطيران أثناء البحث عن الأمان في أصول الملاذ الآمن مثل سندات الخزانة. كما صعدت الأسهم المستفيدة من ارتفاع الطلب على عمليات الإغلاق، مثل شركة زوم لاتصالات الفيديو وشركة بيلوتون إنترأكتيف.

ووفقاً لجون سبالانزاني، مدير المحفظة في ميلر فاليو بارتنرز، فإن «أفريقيا لديها أدنى معدلات التطعيم في العالم وهذا من المرجح أن يدفع المزيد من الناس للحصول على التطعيم وهو أمر إيجابي على المدى الطويل.. ولا ينبغي أن يعرقل الانتعاش العالمي».

ومع انتشار قيود كوفيد وظهور سلالة جديدة، ربما يضطر المستثمرون إلى إعادة التفكير في موقفهم الصعودي، وفقاً لآنا ستوبنيتسكا، خبيرة الاقتصاد الكلي العالمي في فيديليتي إنترناشيونال: «لهذه المخاوف القدرة على تغيير قواعد اللعبة من حيث توقعات السوق الكلية والسوق على المدى القريب - ويجب التعامل معها على هذا النحو». «بالنسبة للأسواق، قد يكون موسم الأعياد هذا أكثر تقلباً مما يأمله المستثمرون».